عمر إبراهيم الرشيد
كان يوم الثلاثاء الماضي يوماً فارقاً للسعوديين بل والعرب والمسلمين بعد انتصار المنتخب الكروي السعودي على منتخب الأرجنتين مستوى ونتيجة ولله الحمد. هي كرة قدم نعم، ولكنها حملت دروساً في الوطنية وأنه بعد عون وتوفيق الله تعالى ثم الكفاح واللعب بروح وانتماء ووطنية يأتي الانتصار، مع تأكيد أن لا مستحيل في كرة القدم ولاغيرها وهذا هو الدرس الأهم من هذه المباراة الكبيرة، والتي كان شبابنا بحاجته لإدراك معنى الإصرار والعزيمة والتطلع قبل وبعد ذلك إلى توفيق وعون العزيز الحكيم. كذلك أظهر فوز المنتخب السعودي مشاعر العرب العفوية حتى بعض أولئك الذين جرفتهم تيارات وشعارات يميناً ويساراً. ومن الدروس المستفادة من هذه المباراة والبطولة، أن امتهان الخصم والغرور هي أول أسباب الهزيمة، لقد وصف الإعلام الأرجنتيني منتخبنا برعاة الإبل ( وكأنها مسبة ) واعتبروا أن المباراة مجرد تمرين ساخن، كما طالبوا لاعبهم ميسي بالرأفة بالمنتخب السعودي والاكتفاء بستة أهداف فقط، فكان الرد من شبابنا في الميدان.
إن فوز قطر لا بمجرد تنظيم بطولة كروية عالمية بحجم كأس العالم، وإنما بفرض قيمنا الإسلامية ورفض محاولات بعض الدول الغربية لفرض قيم ودعاوى تتناقض مع الفطرة الإنسانية التي تشكل جوهر قيمنا الإسلامية والعربية، قد ضربت قطر بها أروع الأمثلة على مانقول حين رفضت استقبال طائرة المنتخب الألماني التي كانت تحمل شعار ( الشواذ ) ما اضطرهم إلى العودة إلى مسقط وتبديل طائرتهم لتتمكن من الهبوط في الدوحة. ومشهد آخر حين قاطع رجل أمن قطري مذيع إحدى القنوات أثناء البث من الميدان وأمره بنزع شعار ( الشواذ ) من لباسه.
كشفت لنا هذه البطولة كذلك وهذا من محاسنها، مستوى النفاق وازدواجية المعايير التي يتشدق بها الغرب ويحاضر بها على العالم، ويبتز دولنا بها. ولا أدل على ذلك تلك الحركة التي أقدمت عليها وزيرة الداخلية الألمانية حين دخلت ملعب المباراة وخلعت سترتها وإذا بها تضع على كم قميصها شارة الشذوذ، وكأنها تقول للسلطات القطرية ( خدعتكم ) وهي وزيرة للداخلية المسؤولة عن تطبيق واحترام القانون في ألمانيا، فاستبشرنا بخير إبعادها من قطر بعد هذه الحركة. محاولات مستمرة منهم ولن تنتهي، لكن ماتقوم به قطر الشقيقة يثلج الصدور لأن الغرب وصل من الوقاحة والانحدار الأخلاقي مايوجب على دولنا الخليجية والعربية والإسلامية التصدي له بكل الوسائل والله غالب على أمره.