كل الأنظار نحو قطر.. كل الأنظار نحو العرب.. كل الأنظار تترقب تفاصيل المونديال وماذا لدى المسلمين ليكملوا المشوار في تنظيم أكبر تجمع رياضي عالمي.
لقد نجح القطريون في الافتتاح الكبير والتنظيم المبهر داخل الملاعب وخارجها من خلال استضافة المنتخبات واستيعاب الجماهير ووسائل الإعلام ، وكانت الأجواء كروية أخوية والأفراح في كل مكان.
إن ماحدث خلال الأسبوع الأول أجبر العالم أجمع على احترام العرب واحترام أمكانياتهم في تنظيم البطولات الكبرى، لقد أظهرت دولة قطركبرياءها وقوتها في هذا المونديال، لقد نجحوا وسيكملون المشوار حتى النهاية لقد كان كل شيء مذهلاً إلا منتخب قطر.
إن ماحصل من لاعبي المنتخب القطري من خلال المستوى الضعيف في أول مباراتين وهم يتلقون خسارتين متتاليتين لم يعكس حجم الدعم الكبير الذي وجدوه.
وبكل أمانة أعتقد أن القائمين على الرياضة القطرية ركزوا كثيراً على التنظيم والسعي الحثيث لينجح المونديال، ولن أقول إن المنتخب لم يجد اهتماماً ليظهر بمستوى مشرف وهو منتخب البلد المستضيف، ولكن يبدو أن هناك تقصيراً أدى لظهور اللاعبين بتلك المستويات.
كلنا توقعنا أن يظهر منتخب البلد المستضيف بمستوى أقوى وهو يتسلح بالأرض والجمهور والروح والرغبة لتقديم شيء يليق بهذه الاستضافة الكبرى، ولكن حصل العكس تماماً، وظهر اللاعبون كأقل اللاعبين فنياً في كل المنتخبات.
إننا نتحدث وبكل صراحة عن منتخب كانت أمامه فرصة عظيمة ليكتب اسمه في تاريخ هذا المونديال، وتفاجأنا بالخسارتين، بل كانت أكبر المفاجآت أن يظهر بمستوى فني غير متوقع.
إن الخسارة في كرة القدم أمر وارد، ولكن هناك فرقاً أن تخسر وقد قدمت مستوى كبيراً ومشرفاً يليق باسم البلد ويواكب حجم الاستضافة وبقية النجاحات، وأن تخسر وأنت سيئ ولم تقدم مايسعد القيادة وكل قطري كان يمني نفسه أن يسجل اللاعبون أسماءهم بمداد من ذهب في هذه الفرصة التاريخية الكبيرة.
نعم خسر منتخب قطر في الملعب، نعم أحبطوا الجميع بتلك المستويات، ويبقى عزاؤنا في استمرار الدولة والقائمين على الرياضة القطرية مسؤولين وإعلاميين ومواطنين في استمرار نجاحهم ومواصلة العمل ليسجل التاريخ أنه واحد من أنجح النهائيات.
شكراً لقيادة قطر، شكراً لكل القطريين على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وسنعود ونهنئ بعضنا بنجاح المونديال رافعين رؤوسنا عالياً أن العرب كبار وقادرون على تنظيم أكبر المسابقات العالمية.
أخيراً ..
أكتب سطور هذا المقال قبل بدء مباراة صقورنا أمام بولندا، والثقة كبيرة في الأبطال بأن يواصلوا تقديم المستوى المشرف وتحقيق التأهل نحو دور الستة عشر وصناعة مجد آخر نرفع به اسم بلدنا عالياً أمام العالم.
** **
- محمد العميري