محمد العبدي
أعتقد وحسب وجهة نظري ومتابعتي لأداء منتخبنا في نهائيات كأس العالم الست التي شارك بها، أن ما قدمه يوم أمس أمام بولندا لم نرَ مثيلاً له، فالتناغم والانسجام بين المجموعة، والتعاون بين النجوم، وقدرة المدير الفني هيرفي رينارد، قدمت لنا فريقاً (كامل الدسم)، أمتع، وأبدع، وهاجم، وسدد، ولكن كان للحارس الكبير المخضرم تشيزني كلمة وموقف، فتصدى لكل محاولات التسجيل ببراعة، ليختاره فيفا أفضل لاعب في المباراة، وهو اختيار مستحق لنجم منع كل المحاولات لهز شباكه..
المتابعون ومن يفهمون كرة القدم، كانوا راضين جداً عن المستوى، ومقدرين للفريق وأجهزته الفنية والإدارية جهودهم، فمدرب بولندا الذي احتفل بعد اللقاء، قال: واجهنا فريقاً صعباً، وأبدى إعجابه بالكابتن سالم الدوسري، وقال (سالم سبب لنا المتاعب). أما المهاجم الكبير والهداف التاريخي ليفاندوفيسكي، فلم يتمالك نفسه حين سجل هدفاً، وبكى بحرقة من الفرح بهدفه في مرمى الحارس الجسور محمد العويس، هذا الهداف العالمي الذي أضاع ضربة جزاء في لقائهم الأول أمام المكسيك، امتدح الأخضر ودفاعه الصلب، وقال إنه بكى بعد الهدف في الدقائق الأخيرة من اللقاء، لأن حلمه أصبح حقيقة بالتسجيل في هذا اللقاء.. وهذا دليل ما وصل إليه منتخبنا من مستوى، هو ترجمة لتطور السعودية في المجالات كافة، والرياضة وكرة القدم من أهم هذه المجالات التي لا يستطيع كائن من كان إغفال ذلك، فلغة كرة القدم عالمية، واسم المملكة كروياً أصبح رقماً صعباً، ويحسب له الخصوم ألف حساب..
شكراً لنجومنا.. شكراً لجماهيرنا التي ساندت المنتخب وآزرته، وأكدت من خلال تشجيعها للنجوم، أنها رغم الخسارة لا تعتد بآراء المتشنجين والمنفلتين الذين رغم ندرتهم، إلا أنهم غير مؤثرين، حتى وإن أتاح لهم بعض المعدين والقنوات التي يديرها متعصبون، الظهور وتقديمهم كنقاد، بينما تاريخهم وآراؤهم تفضح من قدمهم قبل أن تكشف عن مستوى تفكيرهم وخواء فكرهم.. الآمال ما زالت قائمة، وكما قال هيرفي رينارد: سنقاتل حتى النهاية، وتفاءل بتجاوز المكسيك يوم الأربعاء المقبل.
بالتوفيق لمنتخبنا ولنجومنا ولجماهير الأخضر التي استحقت نجومية مونديال 2022م.