سلطان بن محمد المالك
انتصار منتخبنا الوطني على منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم لكرة القدم لم يكن حدثاً عادياً، بل كان حدثاً استثنائياً يضاف لكل المنجزات وقوة الظهور الذي ظهرت وتظهر به مملكتنا الغالية في كثير من المحافل العالمية. لا شك فقد أصبح وطننا الغالي ذا قوة سياسية اقتصادية وأحد أهم الدول المؤثرة في العالم في كافة المجالات. استخدمنا قوتنا الناعمة في أكثر من مجال وبيّنا إمكانات ومقدرات وطننا، نجحنا في كثير منها بإيصال الصورة الإيجابية عن المملكة، وكنا نحتاج لوقت أطول لنصل للعالم بشكل أكبر ولنبرهن مكانتنا وقيمتنا.
فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم على الأرجنتين اختصر لنا مشواراً طويلاً، فكأس العالم لكرة القدم حدث رياضي يشاهده الملايين من الناس حول العالم بمختلف الأجناس والعقائد. فخلال الأيام الماضية أصبحت السعودية حديث العالم بفريقها الشجاع البطل الذي تغلب على أقوى منتخبات العالم والمرشح رقم واحد لتحقيق بطولة العالم. حققنا الفوز بجدارة واستحقاق مع فريق تم إعداده وتجهيزه بعناية منذ أكثر من ثلاثة أعوام بمتابعة دقيقة من ولاة الأمر واهتمام مباشر من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم. استطعنا أن نسوق وطننا حول العالم بأقل التكاليف وبعظيم الأثر.
تابعت تغطيات وسائل الإعلام العالمية والشبكات الاجتماعية لحدث الانتصار السعودي وشاهدت حجم الأثر الإيجابي الذي تحقق بفوز المنتخب، ولكي نصل لنفس الأثر كنا نحتاج أن ننفق الكثير من المال والجهد والدفع لحملات علاقات عامة وإعلام لتحقيق جزء من ذلك الأثر الإيجابي. الحمد لله، فبعد هذا الانتصار، عرفنا كثيراً من شعوب العالم بشكل أكثر وبصورة إيجابية مشرقة يمحوا كثيراً من الضبابية والسلبية التي كان يبثها عن وطننا بعض وسائل الإعلام الغربية وبشكل سلبي مستمر عن المملكة.
ما تحقق هو ترجمة سريعة لجزء مما تم التخطيط والإعداد له وفق رؤية المملكة 2030 والنهوض بالرياضة محلياً وإقليمياً ودولياً يعد أحد أعم عناصرها. وهو نتاج متابعة مباشرة من عراب رؤيتنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي بحسن قيادته وبتحفيزه وكلماته للفريق قبل مغادرتهم لقطر كان له عميق الأثر على تحقيق ذلك الإنجاز.
بمشية الله سوف نثبت للعالم تفوق المملكة ونجاحها في كافة المجالات لنفخر بوضع اسم وطننا الغالي في مصاف أعلى دول العالم، دام عزك يا وطني.