د.عهود سالم
ذهبت وأبناء شقيقي للـEscape room أو غرفة الهروب. وهي ببساطة لعبة تدخل فيها لمكان مغلق وحتى تخرج منه لابد أن تفكر خارج الصندوق وتكتشف الأدلة وتحل الألغاز. في غرفة الهروب ستجد بأن المفتاح أكثر من مفتاح، اللوحة ليست لوحة، الأرقام ليست مجرد أرقام. كل شيء لا ينبغي أن يؤخذ على ظاهرة. كل شيء هناك هو جزء من الحل ويمكن أن يساعدك على الخروج. في غرفة الهروب لديك وقت معين وفي حال استطعت فك الشفرات، ستتمكن من الانتقال للمرحلة الأخرى من اللعبة، حتى تصل للمرحلة الأخيرة وتخرج من الغرفة وفي الخروج انتصار.
سمعت ذات مرة بأننا في الحياة نعيش مراحل هي أشبه بغرفة الهروب. ولتعيش مرحلة ممتعة لا تأخذ الأمور على ظاهرها. لا بد أن تقتنع بأنك في مرحلة مؤقتة وكل ما تحتاجه رغم المساحات الضيقة موجود أمامك ولن تراه إلا إذا غيرت العقلية التي تنظر من خلالها للأشياء. مشكلاتك سلالم للوصول، وأعداؤك معلمون، والمساحة الضيقة التي تعيشها هي بوابات عبور والوقت ثمين جدًا.
مشكلتنا في الحياة أننا ندخل المرحلة الأولى من لعبة الحياة ونبقى فيها وننسى أن ما نعيشه هو مجرد مرحلة بالمعنى الحرفي والمؤقت للكلمة، ناهيك عن اعتقادنا الساذج بأن مفاتيح الأبدية في جيوبنا.
شخصياً، تستهويني اللعبة ويستهويني أكثر فكرة الترقي في اللعبة. أن أنجح في المرحلة وانتقل لمرحلة أخرى وعندما تكون المرحلة صعبة أميل لتذكير نفسي بألا أقلق لأن كل ما أحتاجه موجود أمامي. أعرف أني لا أخوض المرحلة لوحدي ولدي الفريق المناسب وكل فرد فينا يملك ما يكفي لإتمام مهمة الخروج.
أريدك أن تنظر للمرحلة التي تعيشها كغرفة الهروب وأريدك أن ترى فيمن حولك فريق نجاة وأن الأدوات أمامك وأن ما تعيشه مشوق فقط إذا غيرت طريقة تفكيرك.
عندما كنت ألعب على أرض الواقع مع أبناء شقيقي وصلتنا مساعدات عدة من مراقبي اللعبة وأحيانًا الشفرات الصحيحة كاملة لنتخطى المرحلة التي علقنا فيها، فتعلمت أن المساعدة موجودة وتأتي دون سؤال. اقتربنا من الفوز ولم نفز ولكن التجربة علمتني ألا أخاف وأن أبحث عن معنى الأشياء. علمتني اللعبة أن أستمتع وأن الحياة لن تكشف عن وجهها المثير إلا إذا امتلكت الجرأة للنظر لكل ما فيها بطريقة غير اعتيادية.