العقيد م. محمد بن فراج الشهري
هذه الساحرة الماكرة (كرة القدم) سجلت حضوراً عالمياً في كافة أنحاء العالم، واهتماماً فاق التصورات وتعدى ممارسة الرياضة التخصيصية إلى الرياضة السياسية، حيث اقتحمت كرة القدم ميادين السياسة إضافة إلى ميادين الرياضة المعروفة، لقد كان للقاء العالمي الذي جمع منتخبي المملكة والأرجنتين أصداء عربية شاملة، وأصداء عالمية لم تحدث من قبل في مهرجانات كرة القدم العالمية.. وكان لفوز المنتخب السعودي الصدى السياسي المدوي في آفاق الغرب المتغطرس، والفرحة العامة التي عمّت كافة الشعوب العربية والإسلامية، وقد كان ذلك ضربة مؤلمة لبعض الغرب المعادي للسعودية، وبعض وسائل الإعلام التي كانت دائماً تترصد الأخبار المزيفة، والمفبركة عن السعودية مثل الواشنطن بوست The Washington Post ، والنيويورك تايمز New York Times وما ورد فيها من تعليقات بعد المباراة، وبعض المتاجرين بالقضية الفلسطينية من التجار الحمساوية وغيرهم .. مباراة واحدة كشفت للعالم حب السعودية وعظمتها لدى أشقائها العرب والمسلمين كافة في كل أقطار العالم وحتى غير المسلمين.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا كل هذا الحب، والتعاطف؟.. والجواب واضح تماماً ..إذ أن السياسة الحكيمة التي تتبناها المملكة العربية السعودية هي من أوصلها إلى هذا الاهتمام.. المملكة العربية السعودية ساندت كافة الشعوب المنكوبة، والمنهارة اقتصادياً، وشاركت في خطوات السِلم العالمي بكل اقتدار.. ومدت جسور التواصل مع القريب، والبعيد ونأت بنفسها عن كثير من سفسفات الغرب، والشرق، وتقلدت مناصب الشرف في كل محفل عالمي.. وبحثت عن كل الوسائل التي تعود على شعبها، وأمتها العربية، والإسلامية بالخير والنماء، وقدمت كل ما تستطيعه لكافة المنظمات الإنسانية، ومن يحتاج إلى الدعم، ووقفت مع الأشقاء الذين يحتاجون، وقدمت العطاءات تلو العطاءات بدون مِنَّة، لقد تبوأت في السنوات الأخيرة مراكز اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، ليس على المستوى المحلي والإقليمي بل على المستوى الدولي فأصبحت تقارع الدول الكبرى سياسياً، واقتصادياً، وتقوم بواجبات عجزت عنها الدول الكبرى، واهتمامها الأول والأكبر برخاء شعبها واستقراره على كافة الصُعد.. إنها السعودية العظمى يا سادة, دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في كل المجالات، وأصبح يشار إليها بالبنان بين دول العالم، وأخذت من الاحترام، والإكبار ما تستحقه، كل ذلك تحقق بفضل الله أولاً ثم بفل قيادة حكيمة راشدة ممثلة في قيادة الملك سلمان حفظه الله وولي عهده الفذ الرصين الأمير محمد بن سلمان.. والرجال المخلصين الذين تحت هذه الإدارة الفذة، مما أخرج لنا كنوز التطور، والمعرفة، والحكمة، والرقي، حتى أصبحت المملكة في هذا العهد شيئاً آخر، وكلاماً آخر ، وشمساً تشع بنورها على كافة أنحاء العالم رقياً، وتطوراً، وعزة، وكرامة.. نعم إنها السعودية ليست كرة قدم فقط بل هي تطور اقتصادي هائل، وتطور عالمي، وثقافي، واجتماعي، وحضور عالمي مبهر، ومنجزات شبه خيالية، تحققت في ظرف مدة زمنية قصيرة، والرياضة في المملكة العربية السعودية أتيحت لها إمكانات لم تكن متوفرة سابقاً، مما جعلها تتبوأ مركزاً عالمياً، وعربيًا، وحظيت باهتمام الملك وولي عهده، والمسؤولين عن قيادة المسيرة الرياضية، جعلها في مصاف دول العالم تطوراً، وحضارة، ونماءً.. وما قدمه المنتخب السعودي في أول مباريات كأس العالم ما هو إلا رسالة لكل الحاقدين، والمنتفعين من وراء أحقادهم بأننا نملك كل المقومات العالمية التي تجعلنا دائماً في المقدمة رقياً، وحضارة، وتطوراً، والرياضة بشكل عام هي في اهتمام المملكة منذ زمن، ولدينا من الإنجازات على مستوى القارة الآسيوية الشيء الكثير.. ولكن المملكة تجلّت في أمور كثيرة أغضبت أهل الحقد والكراهية، وأهل الغيرة العمياء، والمستأجرين في الصحف العالمية أمثال سارة دغروش ومجموعتها المتاجرة بالقضايا العربية في الواشنطن بوست The Washington Post التي عُرفت بعدائها لكل تطور، وتقدم سعودي وكذلك والنيويورك تايمز New York Times، لقد كانت مباراة السعودية والأرجنتين في مونديال قطر صدمة عنيفة جداً لكل الحاقدين وقنديلاً يشعل الآمال العربية في كافة أنحاء البلاد العربية، والتي أعلنت وبوضوح حبها للسعودية، واعتزازها وافتخارها بما قدمته، وما تقدمه ولا عزاء للجبناء، والمستأجرين، وأعداء العروبة، والحضارة، والتقدم، والسلام.. ونحن نقول شكراً يا ملك الخير والنماء، وشكراً لولي عهدك الفارس المغوار، ولكل مخلص من أبناء الوطن.. وعاشت السعودية العظمى لمن يحبها ويشرفه ارتداء شعارها.