عطية محمد عطية عقيلان
تختصر مقولة الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة، ما تواجهه الدول أو الشركات أو حتى الأشخاص، عند نجاحها وتميزها، وتكون الضريبة التي يدفعونها، هي تكسير المجاديف والاستخفاف بما تم إنجازه وتحقيقه، والتركيز على الأخطاء وتضخيمها، حتى أن أفضل البشر من الرسل والأنبياء لم يسلموا من النقد والافتراءات والتهم دون وجه وحق وبتضليل متعمد، وأسوأ ما يلاقيه الإنسان في حياته، هي التقليل من عمله وعطاءاته والنجاحات التي أنجزها، وإرجاعها للحظ والصدفة والواسطة، متناسين أن الظروف متشابهة بينهم، ولكنهم مالوا إلى الراحة والهدوء وعدم المغامرة والتعب وبذل الجهد، وبأن الحظ الجيد يمشي مع أولئك الذين يوفونه حقه من العمل الجاد والمثابرة والإصرار والعزيمة، وبأن من أراد النجاح وتحقيق أهدافه، لا بد أن يبحث عن الطرق والأدوات التي تعينه عليها، وهذه تحتاج إلى التعلم المستمر لا سيما من الأخطاء والقرارات، وتعديلها أولاً بأول، والقناعة بما قسم لك بعد بذل الجهد المطلوب، وجل من حققوا النجاح في حياتهم يجدون سعادة في نجاح الآخرين، ويذكرون ميزاتهم وحسناتهم بكل أمانة ودون غيرة. أما من الجماعة المتشائمة والمحبطة والفاشلة، فإنهم يضخمون ما يقومون به من عمل وإنجاز ولو كان وهميًا، وأن وجودهم سبب استمرار الحياة، وفي كل فشل يبحثون عن الأعذار والتبرير والشماعة التي يعلقون عليها فشلهم وخسارتهم وسوء حظهم، ويذكرون الآخرين بالسوء ويقللون من نجاحهم، وحتى في عمل الآخرين الخيري أو الإنساني، يرون الجانب السيء فيه، ويكون في كثير من الأحيان من تخيل وتوهم ذلك الجانب غير الحقيقي، لذا للنجاح ثمن، وهو ثمن مكلف يأتي على حساب بذل الجهد والمثابرة والتعب وتحمل الألم، والتعلم المناسب والاستمرار فيه، وخوض التجارب والمغامرة، والمحاولة دون يأس، والحسم والإخلاص والصدق، والنجاح يبدأ نظرياً بعد القناعة والإيمان وتحوله إلى جانب عملي، فمهما خدمك الحظ أو الصدفة، فهي لن تستمر وستتوقف يومًا ما، ووقتها كما يقال ستبان علامات النجاح هل هي على مبادئ راسخة أم على أرضية هشة تعتمد على الحظ المؤقت والخداع والكذب الذي سينكشف مهما طال وقته، وسقط كثير من المحتالين أو الغشاشين أو المخادعين في نهاية المطاف وأن كان ذلك بعد سنين من خداع الآخرين وادعاء الأمانة والصدق وأنهم أهل للثقة، يقول المحامي الأمريكي الشهير أريسون سويت «لا أحد يحتكر النجاح لنفسه، النجاح ملكمن يدفع الثمن»، كذلك من المقولات التي تختصر قصة أن طريق النجاح ليس بالسهولة المتاحة ولكنها تحتاج إلى بذل وعطاء وتفانٍ وإخلاص ودوماً ستجد من يذكرك بمقولة (اللي ما يطول العنب حامضًا عنه يقول)، مقولة السياسي الزامبي كينث كاوند «إذا ذهبت بحثاً عن العسل، فيجب أن تتوقع لدغ النحل»، فلكل ناجح في أي مجال وحتى الدول، دوماً ستجد من يقوم بمهمة النحل اللدغ والهمز والتشكيك والاتهامات، لكي يسلبك فرحة النجاح والتقدم والتميز.
خاتمة: «أسند رباباتك» وأفخر بكل منجز يتحقق لهذا الوطن الشامخ، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو رياضيًا أو ثقافيًا أو علميًا، وستجد دومًا من يشكك في هذا النجاح ويطرح ما يسيء له، دورنا جميعًا تجاهله وعدم تداوله، والتركيز على ما يعزز الفرح والولاء والفخر بكل منجز وطني يتحقق، ولي ولكل قارئ نذكر بمقولة وليم شكسبير «تكسيرك لمجاديفك غيرك، لن تزيد أبدًا من سرعة قاربك»، لذا لنهتم بما يحقق نجاحنا الشخصي ويضفي بعدًا وطنياً وأخلاقيًا وإنسانيًا يترك أثراً إيجابياً نفخر به.