د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
حينما نحصد الفوز في المنافسات الدولية يتبختر الوطن وتتعالى أفراحه؛ وذاك ما حدث في الأسبوع الماضي عندما حازتْ بلادنا مشهدا عالميا جديدا! فمنذ حيازة شارة الدخول إلى ميدان المنافسة الكروي العالمي «[كأس العالم] ونحن نرقب بكثير من الشوق وثب بلادنا، ونرقبُ بكثير من التطلع اصطفافنا مع عمالقة الصناعة الكروية.
وعند مستراد المنافسات العالمية في مضمار كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر كان للثلاثاء الماضي هيبته، وخفقت القلوب مع «الخفّاق الأخضر»، ولوحتْ بالعلم السعودي حشود المشجعين لمنتخب بلادنا الوطني لكرة القدم واتحدتْ قلوب السعوديين مع كل هدف حمله حب الوطن إلى شباك الفريق المنافس، ونُظِمَتْ في فضاء تلك المنافسة الكروية قصيدة نسجتْ رويها كل المهج والعقول وانعكس صداها على الجبال والهضاب والسهول والسهوب والمرتبعات في بلادنا، وتزينتْ الكرة السعودية بحلية الفوز، وبات يتوشح كل النفوس ودادٌ وطني يختال ضاحكا حتى كاد أن يتكلما» يوزع الحب والقوة في فضاءات بلادنا ويهمي في ساحات الملعب، ويتصبب النشيد الوطني من الحناجر إعجابا بحركة التاريخ الكروي التي أهدتْ بلادنا بتوفيق الله النتيجة الفاخرة.
والحقيقة أن ما حدث في ملعب «لوسيل»، في قطر وبحضور العالم أجمع في ملحمة الفوز الأخضر بين السعودية والأرجنتين لم يكن محض صدفة أو ضربة حظ ولم يكن في منظورنا أن نستوعب كل تلك الأضواء أو نطاول ذلك الشموخ لولا توفيق الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة فالفرحة الغامرة بالفوز الوطني على هذا النحو من الرواء وعلى هذا النحو من الامتلاء تشكّلتْ من قيادة فذة صنعتْ الدافعية في كل حضور وطني فعندما صاغ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كل محفل ممكنات الوصول الحضاري فقال حفظه الله بأن همة السعوديين عالية شامخة قوية مثل جبل «طويق» حتى ظهرنا للعالم بتلك الصورة الفاخرة الجميلة التي يدعمها الحجم الحضاري الذي تتشح به بلادنا في عالم اليوم وكل الاعتبارات التي تتقلدها بلادنا في المحافل العالمية في القيمة السياسية والثقل الاقتصادي. وفي ذات الحدث الرياضي الفاخر كان لقاء ولي العهد مع المنتخب السعودي قبيل زمن المنافسة وثيقة ودودة من قائد طموح صنعتْ خطة الفوز الذي تحقق بقوله حفظه الله [أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع منا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، واستمتعوا في البطولة، مجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم.. إن شاء الله القادم أفضل.. أنا ما أبغى أن يكون أحد تحت ضغط نفسي».. رسالة عميقة طموحة جدا بثّها سموه من أجل وطن فوق هام السحب.
وختاما نبارك لبلادنا وقيادتنا الفوز والبداية الجميلة في مستراد الوصول، ولأولئك الذين ما زالوا منذ الثلاثاء الفاخر يغنون من أجل الوطن ولا يملون والذين أودعوا الفوز قلوبهم حتى يزداد وهجا وسموا.