رمضان جريدي العنزي
قالى تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وقال تعالى: (اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً)، وقال تعالى أيضاً: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فتلك سنة الله في خلقه، وتلك هي فطرته، التي فطر الناس عليها، إن الرجل يتزوج بالمرأة وفق طريقة مشروعة معلنة للكل، وواضحة للجميع، لكي يأنس بها وتأنس به، يتعفف بها وتتعفف به، يسكن إليها وتسكن إليه، ومن خلال هذه الرابطة الطاهرة النقية والميثاق الغليظ يحصل التكاثر، ويتناسل البشر، وتدوم الحياة، بعيداً عن الفحشاء والمنكر، التي تحرمها كل الأديان السماوية، وتمقتها الفطرة السليمة، لكن هناك أناساً فعلوا مالم تفعله الحيوانات، مارسوا الشذوذ، وعملوا اللواط، تحت مسمى المثلية، وآثروا ممارسة الجنس مع الرجل بدل المرأة، سادرين في سكرتهم وغيهم، تدعمهم دول ومنظمات وأحزاب ومنصات إعلامية همها انتكاس الفطرة، وتدني مرتبة الإنسان تحت مرتبة البهيمية، لقد صار لهؤلاء المثليين من أثر الدعوم المشؤومة شوكة وصوت وحضور وشعار وعلم، وأصبحوا يؤثرون على صناع القرار في تلك الدول، لهذا اعترفوا بزواجهم، ومنحوهم كافة الحقوق والمتطلبات، إن المثلية الجنسية أو الشذوذ ليست وليدة الحاضر، فهي مشكلة معروفة منذ القدم، وجاءت الديانات السماوية وعلى رأسها الدين الإسلامي تحاربها وتمقتها باعتبارها خروج عن الفطرة السليمة، والخلقة الآدمية، أن الأسباب والأعذار الواهنة التي يسوقونها لهؤلاء المثليين هي وجود خللاً هرمونياً، أو حالة نفسية مرضية، أو سلوكاً ناتجاً عن خلل تربوي، كل هذه المبررات لا تعني قبول المثلية الجنسية ولا حتى تفهمها، ولا التشريع لها، بل يجب تحجيم هذه الظاهرة المنفرة والمقززة، وعلاجها بالصورة الصحيحة والفاعلة، كونها ضد القيم والقواعد الإنسانية، ولها خطورة هدم وخراب، وتنافي التقاليد والأعراف والقيم الدينية والاجتماعية، ومبادىء العقل والمنطق، لأنها عمل قبيح وخطير، وجالبة للعنة والأمراض، وأصحابها أضل من الأنعام، إن القيم صمام أمان الأمم، وأن تنشئة الأجيال عليها سبب لحفظهم وحمايتهم، وصيانة الأسرة والمجتمع، وأن هدم هذه المظومة القيمة، سبب في الحروب والنزاعات والصراعات وتلاشي المجتمعات واضمحلال الشعوب، إن علينا أن نتصدى لهذه الظاهرة العالمية المنظمة، من دعاة الرذيلة والفاحشة، والتي تستهدف الإنسان أخلاقه وسلوكه وفطرته، وذلك من خلال تحصين النشء وتعريفه بالنصوص الشرعية التي تحرم هذا الفعل وتعتبره من الكبائر، وبيان آثاره الصحية والنفسية الخطيرة على الفرد والمجتمع، والتكاتف والتعاون من أجل محاربته بشتى الوسائل الفردية والاجتماعية، وتوعية الناس بعواقبه ومخاطره الوخيمة.