محمد العبدالوهاب
لم أجد مدخلاً مناسباً لمقالي هذا يوازي التعبير عن ما يختلج في نفسي بتلك التظاهرة العالمية بالافتتاح المبهر والمعبر لبطولة كأس العالم والذي أشهر بالأمس بعاصمة قطر، دوحة الخير، إذ انتابني شعور وللوهلة الأولى لمشاهدتي، وكأنني بحديقة جاذبة شدتني - فضولاً او اعجاباً بالتنزة بأرجائها والاستمتاع بجمال ورودها وبتناسق أزهارها ما بين تعدد ألوانها ورحيق شذاها، كعنوان رئيسي ارتسمت أحرفه وكلماتها باشعاع وجداني امتزج ما بين فرحتي كخليجي وآخر هو الأهم بقيمي وديني الذي ظل وسيظل منهجي وسلوكي تجاهه ما حييت، والذي أراه وللمرة الأولى ببطولة تسجل بالاثنتين والعشرين من نسختها.
اقول: كان الأحد الماضي يوماً مشهوداً، لما يقارب المليارات من الشعوب والشاهدة على الصعيد العالمي اجمع ،بافتتاح فريد من نوعه تنازلت فيه كل البروتوكولات المعتادة، لدرجة أنني اعتقدت حينها بأنها دعوة توعوية عن الدين الإسلامي الحنيف، بدءا من افتتاحه بالقرآن إلى استقطابها لكل من له بالدعاة نصيب، مختتمة بأروع المبادئ والتكاتف بحق ذوي الاحتياجات الخاصة كمسؤولية اجتماعية تربوية تترجم الإرث النبيل الذي ظل راسخاً بمجتمعنا الخليجي.
مما جعل رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) يعلن بأن تلك البطولة ستترك الإرث الأكبر بتعرف الغرب على العالم الإسلامي.
* * *
الهلال.. زعيم الإنسانية
إلى سنوات ما قبل الصفرين وما تلاها من صفر واثنين، تحديداً مع تطبيق الاحتراف لدينا، كانت أغلب حواراتي الرياضية سواء مع إعلاميين أو إداريي الأندية مع كل نقاش كروي يكون ختامه عادة بأن الرياضة أصبحت اليوم صناعة.. ولا أخفيكم سراً، كانت تعايشني تلك المقولة وكيف لي اقترانها أو ربطها بكرة القدم؟.
هل هي تعني التسويقية لزي الأندية وبيعها للجمهور، ام اعلانات تكتب على قمصان اللاعبين، أو التطلع لشركات راعية لاكاديميات تخرج المواهب وتقوم باستثمارها وبيع عقودها، ام انها مجرد عبارات وشعارات تتردد بين حين وآخر دون أن نشاهد نتاجها على أرض الواقع؟.
أقول وبكل ثقة بأن كل تلك التساؤلات التي كانت تراودني (انذاك) أشاهدها اليوم وعبر بوابة نادي الهلال تحديداً، من خلال إنشائه لشركة استثمارية لعدد من الأنشطة (العقارية و الترفيهية والسياحية) كأول ناد سعودي يعلن إشهارها وتوثيقها كعلامة تجارية، ومن ثم بدأ العمل والشروع بها تنفيذاً بشكل رسمي ومعلن، هنا مؤتمرات وهناك اتفاقيات كان آخرها اتفاقية مع وزارة الإسكان بتوفير وحدات سكنية للأسر الأشد حاجة وفي جميع مناطق المملكة وذلك عبر إحدى شركاته الخيرية والإسكان التنموي، ضارباً بذلك أسمى المبادئ والقيم والإنسانية الذي حثنا بها ديننا الإسلامي الحنيف (تكاتفاً وتعاوناً ودعماً).
لاشك ومن واجبي كمواطن، قبل رياضيي أقول:
وماذا بعد يا الزعيم فلم تكن زعيماً بإنجازاتك وبطولاتك بكافة الألعاب فحسب، بل إنه بمثل تلك البادرة الإنسانية التي اقدم عليها والتي تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية لتؤكد لنا مجدداً زعامتك التربوية والتي ترمز بأن الرياضة صناعة مجتمعية وليست بمنعزل عنه، لقد أتعبت من بعدك يا زعيم. ولا أزيد.
* * *
آخر المطاف
قالوا: التحلي بالقيم والمبادئ السامية، تجعل من الإنسان عضواً نافعاً وفعالاً في المجتمع، ويكسب احترام من حوله.