عثمان أبوبكر مالي
قبل أن تطلق صافرة انطلاقة مونديال كأس العالم الثاني والعشرين في الدوحة مساء الأحد الماضي (بصم) العالم الرياضي، بل العالم كله على نجاح قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم، أكبر حدث رياضي في العالم، وقبل غروب شمس اليوم الأول لإقامة البطولة التي تنتهي في الثامن عشر من ديسمبر القادم، أي قبل قرابة شهر من حفل الختام ومباراة النهائي التاريخي المنتظر لأول مونديال يقام في المنطقة.
قصة نجاح استضافة المونديال الأول في الشرق الأوسط له حكايات كثيرة وتفاصيل دقيقة، ستروى مع الأيام وتدون في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) وستكون رسالة إضافية على القدرة الكبيرة التي تملكها دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وقدرتها في المساهمة في صناعة مستقبل أكثر انتشارًا وإشراقًا لكرة القدم والرياضة في العالم، ومستقبل أكثر رفاهية للإنسان والأجيال من خلال تهيئة متطلبات صناعة وتحقيق ذلك وإدواته وبيئته الخلاقة، بعد الحصول على الثقة ومن ثم التعزيز والوقت لتقديم (منتج كبير) وملموس وواقع حقيقي مشهود يراه ويعيشه العالم جميعًا حقيقة مفروضة في زمن اتسع أكثر لكل ما هو افتراضي وعالم خيالي.
(مونديال الدوحة) ليس أول العمل أو الشواهد الرياضية والترفيهية، سواء في قطر أو في المنطقة كلها، لكنه حتماً (عمل آخر) وشاهد مختلف، بل هو (ناتج كبير) لطموح واسع ينتشر في كل شبر في جزيرة الخليج من الماء إلى الماء، تجسده (رؤى) متعددة في كل بلد منها يمكّنها (رؤية خلاقة) واسعة الخيال متكاملة التطلعات ومتعددة التفاصيل، متنوعة الطرق والأساليب والمنهج، واحدة في الأهداف (الرئيس) السامية مرتكزة على (مكامن) قوى كبيرة في كل مكان، ومنطلقها واحد (قوة الإنسان) وإرادته وممكنات التحول التي وضعت تحت إمرته في كل بلد، وفي كل مجال من مجالات الحياة، وفق قواعد راسية لمستقبل مشرق وطموحات كبيرة وراسخة وشعوب شعارها أصبح (همتنا مثل جبل طويق وطموحنا عنان السماء).
مونديال الدوحة.. سيكون نقطة الانطلاق وخط البداية لقوادم جديدة منتظرة في كرة القدم، وفي كل مجالات الرياضة (ألعابها ومنافساتها) بل في كل مجالات الحياة واحتياجاتها، في سعي بل ركض قوي طويل ومتسارع، انطلاقته الحديثة كان شعارها (قداااااام)، فماذا سيكون القادم والمنتظر في السنوات القليلة القادمة؟!
حتما سيتجاوز القراءات والتنبؤات والتوقعات وسيكون بالتأكيد (فوق الخيال)!
كلام مشفر
« لم يتحقق النجاح الكبير والمنتظر من تنظيم الدوحة للمونديال ومبكرًا من فراغ، وإنما من عمل (منظم) لم يترك مجالاً للفرصة، وإنما حسابات دقيقة لمشوار طويل من العمل على مدى أحد عشر عاماً، كان الناتج المبكر لها عبارة يرددها الكثيرون (إيها القطريون أتعبتم مَن بعدَكم).
« شتان بين ما انفقته الدوحة على المونديال ومن أجله وعلى البنية التحتية التي تحتاج إلى سنوات وما أنفقته الدول التي سبقتها في التنظيم والاستضافة، يكفي أن ميزانية البطولة بلغت أكثر من (220) مليار دولار وهو مبلغ يزيد على (مجموع) ما أنفق على واحد وعشرين بطولة سابقة وزعت بين قارات العالم.
« عدد المشاهدين للمونديال سيبلغ أكثر من خمسة مليارات مشاهد، وهو أكثر من نصف سكان العالم البالغ (8 مليارات نسمة) وسيتلقى كل هذا العدد (رسالة قطر) من خلال الاستخدام الأمثل والواضح لأقوى سلاح في العالم اليوم، وهو الإعلام أو ما يسمى (القوة الناعمة).
« أول مباراتين في مونديال الدوحة كان فيهما (صدمة) للشارع الرياضي في قارة آسيا من جراء مستوى أول فريقين من الفرق الممثلة للقارة في كأس العالم، صدمنا بمستوى منتخب قطر أمام الإكوادور، وكملت بنتيجة منتخب إيران أمام هولندا.. ويا رب.. ما هي ناقصة!!
« الظهور الثاني لمنتخبات آسيا في المونديال كان في يومه الثاني في امتحان كبير ومخيف لمنتخبنا الوطني أمام الأرجنتين، ومنتخب أستراليا أمام فرنسا، كل المخاوف محقه وكل الاحتمالات متوقعة وممكنة جدًا، هكذا تقول (نواميس كرة القدم)!
« المستوى الذي قدمه العنابي في مباراته الأولى كان مفاجئًا جدًا في الأداء والتكتيك من قبل المدرب وأيضاً في التبديل والتغيير، ولم يختلف بالنسبة للاعبين في الروح، أكثر ما استغربته هو أن عناصر الفريق لم تتغير، فالمنتخب يلعب بالأسماء نفسها منذ سنوات، وعدم دخول عناصر منافسة حتى في دكة البدلاء أمر سلبياته أكثر من إيجابياته على أي فريق.