خالد بن حمد المالك
قالها محمد بن سلمان للاعبين: (استمتعوا).. فأزال عنهم الخوف، قالها ولم يقل لا نريد الفوز، وإنما ترك النتيجة أمام المرشح للبطولة لأجواء اللعب، وحظوظ منتخبنا للفوز.
* *
قالها ولي العهد فمنحه اللاعبون الفوز، ولم يكتفوا بالاستمتاع، أمام الدعم المعنوي والمادي والرعاية الكريمة التي يجدها اللاعب والنادي والمنتخب ليكون بهذا الإبهار في مستواه.
* *
قالها رئيس مجلس الوزراء: (استمتعوا)، وترك في داخله الفوز لإحساس اللاعبين وهم يمثلون أعظم وطن، لكنهم أبوا إلا أن يترجموا إحساس سموه إلى واقع.
* *
قالها محمد بن سلمان، وهو القيادي المبهر الذي دعم الرياضة، وهو يعلم يقيناً أن اللاعبين السعوديين وهم يمثلون الوطن للمرة السادسة في كأس العالم لن يتنازلوا عن منافسة ومنازلة الكبار، فكان منتخبنا كبير الكبار حتى الآن.
* *
هذا هو المنتخب السعودي، وهذا هو اللاعب السعودي، وكل من شكك به، أو قلل من قيمته، وحاول إحباطه لكي لا يمثل الوطن التمثيل الذي يستحقه، يجب أن يراجع حساباته، ولا يواصل هذه النظرة الضيقة للتعامل مع ممثل الوطن.
* *
وهذا هو الوطن، ومنتخب الوطن، وأمام منجزاته الكبيرة والعظيمة، يجب على من يعاند التخطيط للمنتخب، ويعارض الأسماء المختارة له من اللاعبين، أن يتحمل مسؤوليته، ويحاسب على كل تصرف يسيء للمنتخب، لكي لا يستمر البعض في ازدراء المنتخب انطلاقاً من غياب لاعب أو أكثر عند تحديد أسماء لاعبي المنتخب.
* *
نحن الآن أمام حدث رياضي تاريخي، ومع هذا الإنجاز أصبح اسم المملكة العربية السعودية يتردد في كل وسائل الإعلام في جميع أصقاع الدنيا، إعجاباً بمنتخبنا، وتقديراً لمستواه، وإسناد الدولة له، فلا تكون وسائل إعلامنا ضد الصورة الجميلة التي يتحدث غيرنا عنها، أمام ما ظهر به المنتخب أمام الأرجنتين أمس.
* *
ويا قوم، تعلموا من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي رفع الحرج عن أفراد المنتخب فيما لو خسروا مباراة أو أكثر، وطمأنهم على رضاه، وأنه يكفيه منهم الاستمتاع عند أدائهم لمبارياتهم في كأس العالم، وثمن للمدرب اختيار الأسماء، وأنه أدرى بمن هو أكثر تأهيلاً للانضمام للمنتخب، وإن لم يصرح سموه بذلك وضوحاً.
* *
وتعلموا من نظرة سموه نحو مسؤولية اختيار اللاعبين، وربطها بالمدرب، وبوزير الرياضة واتحاد كرة القدم، فلا تغردوا خارج مصلحة الوطن، ولا تكونوا في موقع المضر بمصلحة المنتخب، سواء عن علم ومعرفة، أو عن جهل واجتهاد في غير محله.
* *
أؤمن بحرية الرأي، وأنا مع مساحة واسعة في ممارسة النقد، وتقديم الاقتراحات، ولكن ليس بمثل ما نقرؤه، ولا بمثل ما نشاهده، وضد منطلقات هذا النوع من وجهات النظر حين تكون مبنية على عواطف، وعلى انتماءات للأندية دون النظر لمصلحة الوطن في منتخب نفاخر به بمثل ما كان عليه أمس حين فاز على الأرجنتين.
* *
اكتبوا بحرية، وعبروا بصراحة، وكونوا بانتقاداتكم عوناً وسنداً في بناء منتخب قوي، وحذار أن تكون آراؤكم تنطلق من نظرة ضيقة، ومن شعور لا يراعي مصلحة المنتخب، وتالياً مصلحة الوطن، ولا زلنا ننظر إليكم على أنكم لن تكونوا معول هدم، رغم كل تحفظاتنا على كثير مما ينشر منسوباً لكم، وحفظ الله الوطن، وحفظكم جميعاً من كل سوء.