د.عبدالعزيز الجار الله
افتتحت دولة قطر منافسات بطولة كأس العالم 2022 في نسختها الـ 22 مساء يوم الأحد الماضي 20 نوفمبر 2022، على إستاد «البيت»، وبهذا الافتتاح اتجهت أنظار العالم إلى مياه الخليج العربي ودول الجزيرة العربية:
الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، عمان، بالإضافة إلى اليمن، وجنوب الصحراء العراقية وجنوب الأردن صحراء بادية الشام، واتجهت أنظار دول العالم التي بلغ تعداد سكانه قبل أيام إلى (8) مليارات نسمة، لمتابعة البطولة، وزيارة قطر ودول الخليج خاصة السعودية والإمارات والبحرين، وهذا أكبر تسويق وتعريف للخليج العربي أن تكون أي دولة غاية جمهور العالم.
فالخليج العربي يقع بالنسبة للقارة الآسيوية في أقصى الجنوب الغربي، ويعد الحد الشرقي للجزيرة العربية، حيث يشكل مع الربع الخالي الحد الطبيعي الشرقي للجزيرة العربية، والفاصل الطبيعي ما بين جزيرة العرب، وبين إيران والباكستان، كما أنه واقع ما بين مضيق هرمز جنوباً، وبين شط العرب شمالاً، ويتصل الخليج العربي من الشمال بنهري شط العرب، ومن الجنوب بخليج وبحر عمان الذي يربط بين الخليج العربي وبين بحر العرب والمحيط الهندي.
كان الخليج العربي يمثّل محور الأساس للتجارة المحلية والدولية قبل حفر قناة السويس عام 1870م، حيث كانت تجارة جنوب آسيا تصل إلى أوروبا عبر طرق عدة عبر الخليج والنقل البري والبحري والنهري بالجزيرة العربية اختصاراً للالتفاف الطويل عبر المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وطول الخليج العربي من شماله من مصب شط العرب وحتى مضيق هرمز في الجنوب نحو 1100 كيلومتر، وعرضة في أوسع اتساعه نحو 450 كيلومتراً، وهو بحر شبه مغلق شديد الملوحة لقلة الأنهار التي تصب فيه، كما يشكل خزان النفط للعالم، حيث يمثِّل ثلث إنتاج العالم من النفط.
هذه الميزات الطبيعية والثروات الطبيعية قد تكون مجهولة لدى العالم إلا من بعض النشاطات العسكرية أثناء الأزمات السياسية لكنها الآن ستكون حاضرة للجميع بسبب بطولة كرة القدم اللعبة الشعبية لدى سكان المعمورة، فقد انطلقت كل أشكال الدعاية والإعلام والتسويق إلى قطر ومياه دول الخليج.
هنا تأتي أهمية استثمار مثل هذه المناسبات عربياً بإبراز التنمية العربية وبخاصة الخليجية التي تقدمت في السنوات الأخيرة رغم دخول المنطقة العربية بحروب بدأت من الثورة الإيرانية عام 1979 وما جرت معها المنطقة إلى حروب على العراق والكويت ثم الربيع العربي 2010 وحتى الآن التي تضررت منها وما زالت (4) دول هي: ليبيا واليمن وسوريا ولبنان. بسبب تدخلات إيران بالمنطقة العربية، وأعاقت هذه الدول ودول عربية أخرى عن مواكبة التطوير، ولكن -بحمد الله - استطاع الخليج أن يفلت ويفر من شباك وحبائل إيران والفخ الذي نصبته في الأساس للخليج العربي، وها نحن نرى قطر وهي تقدم نفسها أحسن تقديم في مونديال قطر 2022