جعل الله المودة بين الزوجين آية ظاهرة تبنى بها الأسر السليمة التي تنشأ منها الأجيال البناءة، وتكون هذه العلاقة مبنية على التكامل، فكل منهما مكمل للآخر، وحوار الزوجين في حال الاختلاف يدل على النضج والتفكير السليم.
ظاهرة الطلاق والخلع والتي أصبحت موضة في الآونة الأخيرة هي نذير شؤوم وخراب للبيوت وتشتت للأسر وضياع للأطفال.. فإلى أين؟
تشير الإحصاءات إلى أرقام مفزعة تدق ناقوس الخطر لدراسة هذه الظاهرة المؤرقة للمجتمع،
عقود الزواج لعام 2019 بلغت (137918) ووصلت صكوك الطلاق (51125).
وفي 2020 عقود الزواج بلغت ( 150117) وبلغت صكوك الطلاق (57595)، أكثر من العام الذي سبقه. فما هي الأسباب؟
تتعدد الأسباب والموت واحد، التقارير الإعلامية والأبحاث تشير إلى عوامل عدة منها الوسائل الإعلامية من مسلسلات وأفلام وما يُبث فيها من أوهام وتمرد على الحياة الزوجية بطرق درامية،
ومُحاولة الأزواج والزوجات تقليد ما يروّج في المسلسلات والأفلام من صور خياليّة.
وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي والتي ساهمت بشكل لا فت في تفكيك الأسر بنشر الفكر الخبيث، ومقاطع المشاهير الاستعراضية في الكافيهات، والأسواق والسفريات وما شابه ذلك والتي تفوق القدرة المادية للزوج، وتقليدًا أعمى لأولئك المشاهير.
استطاعت ماليزيا تخفيض نسب الطلاق من 30 % إلى 3 % بعد إقرار الدورات الأسرية الإلزامية قبل الزواج، مشيرًا إلى أنَّ الدورات الأسرية تمثل حصانة للطرفَين من الطلاق، لاسيما مع إمكانية إدارة أزماتهما وخلافاتهما بطرق مختلفة، ما يجعل الطلاق آخر الحلول وليس أولها.
عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئًا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت» رواه مسلم.
الطلاق آخر الحلول
الطلاق برغم آثاره السيئة إلا أنه يعتبر آخر الحلول إذا لم يعُد هناك سكن ولا مودّة،
واستحالت بينهما العشرة، عندها تكون المفارقة، وهنا شرع الحق سبحانه الطلاق ليكون حلاً لمثل هذه الحالات، ومع ذلك جعله الله أبغض الحلال، حتى لا نقدم عليه إلاَّ مُضطرِّين مُجبرين.