سهوب بغدادي
فيما انطلقت اليوم الأحد بطولة كأس العالم لكرة القدم مونديال 2022 حتى الـ18 من الشهر المقبل، إذ تهافت على الدوحة آلاف المشجعين من مختلف الدول لتشجيع فرقهم وحضور الحدث العالمي، في ذات الوقت الذي يتطلع فيه ملايين المشاهدين حول العالم أجمع مشاهدة المباريات عبر البث المباشر وقد يكون موسم المونديال فرصة سانحة لضعاف النفوس من المحتالين ممن يمتهنون الخداع والنصب حيث ينشط هؤلاء بأشكال غير تقليدية، على الأغلب عبر النصب الإلكتروني باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي والمواقع الإلكترونية، وفقاً لبعض المنصوب عليهم أنهم قاموا بالاشتراك في قنوات بي ان سبورت لمشاهدة المباريات، حيث نقلهم الموقع إلى شاشة أخرى ومن خلالها تمت عملية النصب، إذ كانت واجهة الموقع وخانة البيانات والتنبيهات مشابهة للموقع الأصلي، كما يتطلب الاشتراك في المنصة (في بي إن) أي شبكة انترنت خارجية ومن هنا تكمن الإشكالية، فلم ينتبه الشخص للتزييف إلا بعد الدفع وقراءة اسم مغاير كلياً لما قام بالاشتراك فيه.
وبدأت رحلة الشكاوي والمطالبات والبلاغات والبنوك، ونستدل بقول فرانك ابانغيل مؤلف في الأمن السيبراني منذ الثمانينيات وكاتب فيلم (كاتش مي اف يوم كان) حيث أدين بجناية من ذات النوع وعمل لاحقاً مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في مجال القرصنة الأخلاقية، الذي ذكر أن أنجع وسيلة لحماية أموالك من السرقة هي الوقاية ومنعها من الأساس من ترك الحساب، ففي حال غادرت الأموال الحساب فلن تعود على الأغلب، وقال خلال مؤتمر (بلاك هات) المنعقد في الرياض خلال الأسبوع الماضي إن خطوات الحفاظ على معلوماتك وبياناتك من القرصنة والسرقات تكمن في فلسفة من 3 خطوات، الأولى الوقاية، الثانية التحقق، والأخيرة التعليم والتوعية.
إن مايحدث الآن من عمليات النصب والجرائم المعلوماتية تعد هجمات مقننة وموجهة قد ترقى إلى الهندسة الاجتماعية بمعنى أنها ليست عشوائية أو بمحض الصدفة، لذا يستلزم الأمر الاستزادة من الوعي في المجال وبطرق المحتالين المحتملة والأكثر شيوعاً، وأن تعتاد عين الرائي على الواجهة الآمنة والتحقق من المسميات قبل التعمق في العالم الافتراضي.