عبده الأسمري
ما بين «حماس» الأبيات و«استئناس» الذات أسس «كتيبة» الشعر وسخر «هيبة» الشعور.
ومن أعماق «السماحة» إلى آفاق «الحماسة» رفع «راية» المعاني وجنى «غاية» المشاعر ممتطياً «صهوة» القصائد في ميادين «الأثر» حاصداً «حظوة» العوائد في مضامين «التأثير».
امتلك موهبة «الارتجال» الشعري وتملك هبة «الامتثال» الشعوري فكان «صوت» الوطن و»صدى» البلاد والمتحدث العتيد باسم «القصيد» والمحتفى المقتفى بوسم «السديد».
في أبياته تتبارى «المفردات» مشكلة «سهام» العز وفي قصائده تتماثل «العبارات» مؤلفة «إلهام» الاعتزاز..
حول «القصيدة» إلى «خطة» عسكرية تتباهى بالدفاع وتتعالى بالإمتاع موجهة «سياط» القوة وحاصدة «أبعاد» السطوة بلسان «وطني» فهيم وبيان «احترافي»مستديم.
من وسط ساحات «التدريب» وأمام منصات «الإلقاء» ووسط «موجات» التحدي وقف برداء المهنة واعتلى بنداء المهمة مؤسساً «ملاحم» شعرية تناقلتها «الأجيال» ببروز «الأداء» وبرواز «العطاء».
إنه شاعر الملوك والوطنية اللواء خلف بن هذال العتيبي أحد أبرز الشعراء في السعودية والخليج بوجه وطني الملامح وسحنة «بدوية» أصيلة تعكس روح «الانتماء» وتقاسيم باهية تسمو فيها إضاءات «الرجولة» وتتجلى وسطها ومضات «البطولة» وعينان تقدحان حين «النظم» وتحدقان عند «القول» وشخصية مركبة من «الأصالة» و»الشهامة» و»المروءة» وكاريزما تتقاطر بالرقي الذاتي والارتقاء المهني وأناقة وطنية ترتدي «البزة» العسكرية المهيبة بسيف «الولاء» وتاج «الفداء» والمكتظة بنياشين «الفخر» وأنواط «الشرف» في خدمة ملأها بالإتقان العسكري والعرفان الوظيفي في مواقع «السيطرة» ومكامن «التخطيط» وأزياء وطنية تتباهى على محيا عامر بالألفة غامر بالمودة وصوت جهوري تلألأ بفصل «الخطاب» وأصل «الجواب» يعتمد على أبيات «منفردة» ويتعامد على مفردات «فريدة» مقامها «الثناء» وقوامها «الاستثناء» في ملاحم شعرية ظلت «عناوين» ثابتة واستمرت كتفاصيل ناطقة في مقامات «التاريخ» ومقومات «المجد» قضى بن هذال من عمره عقوداً وهو يملا «منابر» الشعر بأصداء العزة ويجتاز «معابر» الشعور بنداء الهيمنة ويسكب «محابر» التعبير بفداء الوطنية عسكرياً مهيباً ملأ سيرته بشهادات «الشكر» الجزيل وشاعراً فذاً خلد مسيرته بمشاهد «الذكر» الأصيل.
في مركز «ساجر» القابع في قلب «نجد» العذية ولد عام 1362هـ وامتلات «مضارب» البداوة بأناشيد «الحفاوة» بمقدمه الميمون وتفتحت عيناه على أب وجيه وأم كريمة وصعق وهو طفلٌ في الثامنة بوفاة والده فتجرع ويلات « يتم» باكر أطفأته والدته بحنان عميق ملأ وجدانه بالتعويض الذي جعله في «مهب» تجارب خليطة بين «الألم» و»الأمل»
ركض مع اقرانه مستنشقاً ربيع قريته ومتنفساً نسيم بلدته مراقباً قصص «الكادحين» ومرتقباً حكايات «الفالحين» فتعتقت روحه بعذوبة الماء الذي كان ينبع من أرض ديرته الشهيرة بالآبار وتشربت نفسه مثوبة الصفاء الذي ظل يتسرب في أصل سريرته الحالمة بالاعتبار.
ارتهن خلف مبكراً إلى «بوح» داخلي غمر كيانه وأطلق «الموهبة» من «عمق» شعوره إلى «أفق» شعره مولياً قبلة إبداعه الباكر قبالة «القصائد» التي كانت «محور» اهتمام قبلي و»نقطة» تحول قلبي فاستمع إلى «نداء» المهارة ونظم أول قصيدة له وهو ابن الثالثة عشرة من عمره وظل يلقي على «أسماع» أسرته كل مساء حصيلة «التأليف» الذي كان خيطاً أول اهتدى به حكماء عشيرته إلى «قدوم» مؤكد لشاعر مختلف..
ظل خلف يتردد على «حفلات» شعراء المحاورة بين أبناء البادية محتفظاً في «ذهنه» المتقد بمواويل «كان يلقيها كبروفات «مبهجة» بين أيادي «الوجهاء» في بلدته فتنامت في روحه اتجاهات «الجدارة» التي كان ينتجها في «أبيات» مبكرة احتفظ بها في «كشكول» ملون كان يرسم عليه أحلامه بنصوص الأماني وفصول التفاني.
بدأ بن هذال تسديد «مهر» كفاءته ورد «معروف» تربيته وهو في السابعة عشرة من عمره حيث قرر العمل والتحق عام 1380هـ، بوظيفة في المنطقة الشرقية براتب 3 ريالات يومياً وانتهى عقد الشركة فشد الرحال إلى الكويت وعمل في بعض المهن ثم التحق بالجيش الكويتي عام 1381هـ ثم استقال منه وانتقل للعمل التجاري في تجربة لم تدم طويلاً.
وفي عام 1384 هـ غادر خلف الكويت متوجهاً إلى الشيخ تركي بن ربيعان أمير الفوج التاسع في الحرس الوطني آنذاك، باحثاً عن «شفاعة» فطلب الشيخ تركي من خلف أن يعد قصيدة لإلقائها أمام الملك عبد الله في أحد الاحتفالات حينها فأعجب به وشكره على قصيدته وأمر بتعيينه في معيته الخاصة.
في عام 1393هـ، قرّرت رئاسة الحرس الوطني ابتعاث عدد من جنودها لبريطانيا لدراسة العلوم الحربية ولم يكن اسم خلف من المرشحين فيها مما حدا به أن يلقي 10 أبيات بين يدي الملك عبد الله وأمر بإلحاقه معهم.
وغادر في عام 1393هـ وعاد في آخر عام 1395 هـ بعد أن أتم دراسته في الكلية الحربية البريطانية، وتعين على رتبة (ملازم أول) في الحرس الوطني ولما اندلعت حرب الخليج كان برتبة (مقدم) وذلك في عام 1411هـ، حيث نال «شهرة» واسعة من خلال قصائده التي قالها في أيام الحرب ومنها قصيدته الشهيرة المبتدئة: يالله بأمانك من النكبات تامنا، والدار بحماك تمنها وتامنها.
أكمل بن هذال خدمته العسكرية وترقى في الرتب حتى وصل إلى رتبة «لواء» وأحيل للتقاعد عام 1432 وظل حاضراً ناضراً في «المحافل» يوزع «إهداءات» الخبرة ويوقع «إمضاءات» الكفاءة..
أجاد الكثير من «فنون» الشعر مثل الرثاء والمديح والشعر العاطفي والشعبي والمغنى وحضر مع شعراء جيله في «محاورات» شعرية مبهرة عكست «التنافس» في أبهى صوره و»التفوق « في أزهى ملامحه..
كتب أوبريت الجنادرية الشهير «دولة ورجال» عام 1415 وأثرى المناسبات الوطنية بعشرات القصائد الحماسية والبطولية وقد كرمه الملك سلمان عام 1438 بمنحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
خلف بن هذال.. الرقم «الصعب» والعدد «الصحيح» والناتج «المؤكد» والاسم «الشهير» والرمز «القدير في محافل النماء الشعري والانتماء الوطني.