العلا - «الجزيرة»:
تصب جذور أحمد الإمام إلى منطقة عميقة في العلا، إذ وصل جده من الجيل الثالث عشر منذ حوالي 600 عام كقاضٍ قبلي، وتم اكتشاف نقش صخري عمره 136 عامًا من قبل جده الأكبر مؤخرًا في المقاطعة.
ومع هذا الارتباط الموروث بالأرض، فمن الطبيعي أن يكون لديه شغف بمشاركة تاريخ وتراث مسقط رأسه مع الزوار الأجانب والمحليين.
نشأ أحمد في أسرة كانت مهتمة بالثقافة والتراث ورواية القصص، أمضى الإمام سنوات شبابه في قراءة كل ما يمكن أن يجده حول المنطقة، ودعاه الأقارب والأصدقاء للحضور والتحدث مع ضيوفهم حول كل ما تعلمه.
سافر أحمد، لاحقًا خارج العلا للدراسة، وعندما اكتشف أن عددًا قليلًا جدًّا من الناس قد سمعوا عن المكان، التزم بإتقان اللغة الإنجليزية والفرنسية، حتى يتمكن من العودة وكشف سحر العلا للزوار من جميع أنحاء العالم.
وأمضى الإمام وقتًا مع بعض المرشدين المحليين والمؤرخين من المنطقة لتوسيع نطاق معرفته، وأصبح أول مرشد سياحي رسمي في العلا يحصل على ترخيص من الهيئة السعودية للسياحة والتراث.
كما شارك في العديد من الفعاليات السياحية وأجرى تدريبات وتوجيهات لزملائه من المرشدين السياحيين السعوديين، بالإضافة إلى العمل كخبير في مشروع التوطين البدوي من أجل التنمية المستدامة.
يقول أحمد في دردشة مع «الجزيرة»، إنه واجه ضغوطًا في بداية احترافه للإرشاد السياحي قبل سنوات عديدة، لكن وبعد إنشاء وزارة السياحة، قوبل بدعم لا منتهٍ وبرعاية كبيرة وتقديرٍ لشغفه بالتعريف عن آثار العلا، التي بقيت مدفونة عن العالم طيلة 40 عامًا.
ويرى الإمام أن ما تم اكتشافه حتى الآن في العلا وتيماء وخيبر، لا يمثل 5 % من المدفون تحت الأرض، عدا ما يتم دراسته حاليًّا من اكتشافات قد تذهل العالم مستقبلاً.