تنطلق بعد غدٍ الأحد، بطولة كأس العالم 2022 على أرض الدوحة بعد شد وجذب، وتشكيك واتهامات، بدأت منذ اليوم الأول من فوز قطر بتنظيم البطولة الأكبر على مستوى العالم واستمرت حتى هذا الأسبوع، ولكن الواقع اليوم، والتاريخ مستقبلاً، سيكتب انتصار قطر رياضياً على كل من وقف ضدها، أو حاول سحب التنظيم منها، لأسباب لا تتعلق بجدارتها وحقها في الاستضافة، بقدر مايتعلق ذلك الهجوم بأمور هامشية جاءت من باب الحقد والحسد ضد كل ماهو عربي.
مافعلته قطر من مشاريع خاصة بكأس العالم خلال سنوات قليلة، جعلها تنتصر، وتقول للعالم.. العرب يستطيعون تنظيم أي حدث عالمي مثلما يستطيع الغرب والشرق.
يوم الأحد القادم، حيث افتتاح كأس العالم 2022 أجزم أن قطر ستبهر العالم، وسوف تُقدم مالم يُقدم في افتتاحيات كؤوس العالم منذا نطلاقته، فنحن اعتدنا على تميز القطريين رياضياً، وشاهدنا وشهدنا على ذلك من خلال الاستضافات الرياضية السابقة.
كروياً.. وعلى مستوى منتخبنا الوطني، أعتقد أننا حققنا الأهم وذلك بوصولنا لكأس العالم للمرة السادسة، وهو الهدف الأكبر والأسمى، فالمشاركة في كأس العالم بحد ذاتها تعطي دلالة على تميز الأخضر في القارة الآسيوية، أما من يقول عكس ذلك، فعليه أن يراجع نفسه، وعليه أن يتذكر حديث الوسط الرياضي بأكمله حينما خسرنا التأهل في عامي 2010 و 2014، وعليه أن يتذكر ردة الفعل، وعن أمنياتناوقتها, تلك الأمنيات التي كانت لا تتجاوز وجود أخضرنا في كأس العالم.
فنياً.. أعتقد أن مباريات المنتخب السعودي الودية في معسكره الطويل، أظهرت لنا إيجابيات متعددة وسلبيات متعددة، وإن كانت مباراتنا مع كرواتيا «آخر وديات الأخضر قبل المونديال» جعلتنا نطمئن على أداء منتخبنا، فالأداء كان كبيراً، والثقة التي لعب بها أراحت الوسط الرياضي قبل انطلاق المونديال، بينما النتائج التي حدثت في جميع الوديات، أكدت بشكل كبير أن أخضرنا متماسك دفاعياً، إذ لم يلج مرماه في 10 مباريات سوى 3 أهداف، وهذا أمر رائع، ويدل على التنظيم الدفاعي الجيد، وإن كانت مباراتنا أمام بنما كشفت لنا عن سوءكبير في الدفاع، إلا أن القياس يكون في مجمل المباريات لا في مباراة واحدة، بينما سلبية منتخبنا الملاحظة بشكل كبير تكمن في عدم التسجيل، فالمباريات الودية الماضية لم نستطع تسجيل سوى 4 أهداف، وهذا أمر غير جيد، ولكن السؤال.. ماذا يحتاج منتخبنا في كأس العالم أو ماذا نحتاج من منتخبنا في كأس العالم؟ هل نحتاج لقوة الدفاع أم قوة الهجوم؟ أجزم أن غالبيتنا سيقول إننا نحتاج أولاً وثانياً وثالثاً لقوة وتماسك الدفاع، ومن ثم التفكير في التسجيل، خاصة أن منتخبنا وقع في مجموعة صعبة ومعقدة، ويكفي أن نقول إن أول مباراة للمنتخب في هذا المونديال ستكون أمام منتخب الأرجنتين الذي منذ 36 مباراة لم يخسر، وهو المرشح الأول من بين كل المنتخبات لتحقيق كأس العالم، كذلك منتخبي المكسيك وبولندا، يقدمان كرة قدم جميلة، ومن هذا المنطلق فإن منتخبنا غير مطالب بالكثير، يكفي تقديم مستويات مقنعة للوسط الرياضي، مثلما ذكر ذلك سمو ولي العهد حينما استقبل بعثة المنتخب السعودي، وأكد على اللاعبين أنه يجب عليهم الاستمتاع بعيداً عن المطالبة بالفوز أو حتى التعادل.
تحت السطر:
_ استدعاء فهد المولد لقائمة المنتخب السعودي الذي عسكر لمدة شهر في دولة الإمارات، وتثبيت اسمه في القائمة النهائية التي أعلن عنها اتحاد الكرة قبل الإعلان النهائي عن استبعاده، شكّل حالة تساؤلات عند الوسط الرياضي لم تجد أي إجابة، ولن تجد إجابة في ظل الغموض الذي سيطر على قضية المولد منذ رفع الإيقاف عنه من قبل «مركز التحكيم» وحتى استبعاده من قائمة المنتخب.
_ لم أكن أتمنى استبعاد نواف العابد من قائمة المنتخب المشارك في كأس العالم 2022 لعدة أسباب من ضمنها أنه استعاد جزءً من مستواه، كذلك في تصفيات كأس العالم 2018 كان من ضمن أهم الأسماء التي أهلت المنتخب السعودي، ولكن الحظ العاثر وقف ضده ولم يشارك في تلك النسخة من كأس العالم بسبب الإصابة، ومن هذا الباب كنت أتمنى استمراره، ولكنه اُستبعد، ليخرج برسالة مؤثرة، ويرضى بما قسمه الله له، متمنياً التوفيق لزملائه، وبعد يومين، يعود للمنتخب بعد استبعاد المولد، ليكون أجمل تعليق قرأته «رضي بما كتبه الله فأرضاه الله».
_ على أي أساس رفع مركز التحكيم السعودي الإيقاف عن فهد المولد؟ أعتقد أن هذا المركز ارتكب من الأخطاء مايستحق أن يُبعد ولا يتم الاستعانة بأحد أعضائه في أي مهمة تتعلق بالرياضة.
** **
- سلطان الحارثي