خالد بن حمد المالك
يبدأ الأمير محمد بن سلمان زيارة تاريخية لتايلند، بوصفه شخصية بارزة ومهمة -وكضيف خاص-، ويحضر خلال الزيارة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي لعام 2022م، الذي تستضيفه (بانكوك) ويجمع (أبيك) ممثلين من 21 دولة ومنطقة اقتصادية تشكل 60 % من الاقتصاد العالمي.
* *
مؤتمر مهم، يحضره الرؤساء ورؤساء الوزارات في عدد من الاقتصادات الكبيرة مثل المملكة والصين وأمريكا وكندا واليابان وإندونيسيا وروسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا، لكن زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لأول مرة لمملكة تايلند ومشاركته بالمنتدى يعطي للمؤتمر أهمية خاصة، سيما وأن سموه يحمل عدداً من الملفات عن التعاون الثنائي بين المملكتين ومع بقية الدول المشاركة في هذا المنتدى.
* *
فهناك اتفاقيات سوف توقّع من الجانبين لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية والاستثمارية، وربما يتم الاتفاق -بحسب ما تداولته الأخبار- على تشكيل مجلس تعاون ثنائي يشجع على الاستثمار، والتوسع في مجالات عدة، وصولاً إلى تقوية العلاقات بين الرياض وبانكوك، بعد أن حضرت لها زيارة رئيس الوزراء التايلندي برايوت تشان أوشا إلى الرياض في يناير من هذا العام.
* *
بعد زيارة رئيس الوزراء التايلندي للمملكة، وقبل بدء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان وزير الاستثمار خالد الفالح وممثلون عن القطاع الخاص ضم 60 شركة سعودية حضروا منتدى استثمارياً في بانكوك، وتباحثوا مع 150 شركة تايلندية، مما يظهر التأكيد والتصميم على رغبة المملكتين على طي صفحة الماضي والبدء بفتح المجال أمام تعاون غير محدود بينهما.
* *
الرياض لديها اهتمام بالاستثمار في عدد من الدول، وبينها تايلند، ومثل هذا الاستثمار سوف يقوي العلاقات الثنائية بين بلدينا، ويقود إلى أن يصبحا حليفين، ويستعيدا العلاقات الدبلوماسية بالكامل بعد أن كانت مقطوعة بين الدولتين منذ العام 1989م، وربما تسفر زيارة الأمير محمد بن سلمان لتايلند عن الإعلان عن تسمية سفراء من الجانبين وتعيينهما في تحوّل تاريخي لمصلحة الرياض وبانكوك.
* *
منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، ومقره سنغافورة تأسس عام 1989م، وهو منتدى حكومي دولي يضم 21 دولة عضواً في حافة المحيط الهادي، ومهمته تعزيز التجارة الحرة في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادي، وتلبية النمو الاقتصادي المتزايد، وله اهتمامات أخرى كرفع مستوى المعيشة والتعليم وغيرها.
* *
ويوجد نحو 70 مركزاً بحثياً تابعاً لـ(أبيك) وله مجلس استشاري، ويعقد المنتدى اجتماعاته سنوياً، متنقلاً من دولة لأخرى، وقد تأسس إثر ظهور التكتلات التجارية الإقليمية في أجزاء أخرى من العالم مثل الاتحاد الأوروبي وغيره.
* *
ما يهمنا في زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنه سيحضر هذه القمة، وأن الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين الرياض وبانكوك ستكون على هامش هذا المنتدى، وأن حضور سمو الأمير لهذه القمة سيكون بوصفه ضيفاً خاصاً، زيادة في تكريمه، وتقدير تايلندا حكومة وشعباً لزيارته بعد أكثر من ثلاثة عقود لم يزر خلالها هذه البلاد مسؤولٌ سعوديٌّ كبيرٌ كما هي زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية.
* *
وما يهمنا أيضاً أن الزيارة الأميرية سوف تفتح أمام المملكتين آفاقاً جديدة للتعاون في جميع المجالات من الاستثمار، إلى تبادل الخبرات، إلى تجنب أي أخطاء تحد من رغبة القيادتين والشعبين من المضي في تحقيق أهداف استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين إلى ما كانت عليه وأفضل.