أ.د.عثمان بن صالح العامر
ينطلق يوم الاثنين القادم (ملتقى الإعلام التوافقي) الذي يشرف برعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة نجران، وتنظمه هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة نجران، بمشاركة جامعة نجران، ومجلس شباب المنطقة، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والإدارة العامة للتعليم، وأمانة المنطقة، ويستمر لمدة ثلاثة أيام. وتحل منطقة حائل ضيفاً على هذا الملتقى النوعي المتميز، (وذلك - كما جاء في الخطاب الذي تلقاه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل من قبل سعادة مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة نجران - امتداداً لدعم سمو أمير منطقة حائل في استضافة العديد من أبناء منطقة نجران ومناطق المملكة الأخرى في مناسبات وفعاليات مجلس شباب منطقة حائل مما يعزز التلاحم الوطني).
وكون منطقة من مناطق وطننا المعطاء المملكة العربية السعودية الثلاثة عشرة تكون ضيفاً على منطقة أخرى في فاعلية إعلامية ثقافية شبابية، بادرة رائعة، وفكرة تستحق الإشادة والثناء، كيف لا وهي تحقق أهدافاً وطنية عدة، وتنسجم وتتوافق مع معطيات وإستراتيجيات رؤية المملكة 2030، ولعل من أبرز ما قد يتحقق في هذه الاستضافة المناطقية في نظري:
- تعزيز اللحمة الوطنية بين شباب الوطن، وتراص لبنات هذا الكيان العزيز المملكة العربية السعودية (وسطه، شماله وجنوبه، شرقه وغربه)، وهذا ما تنشده وتتطلع له قيادتنا الحكيمة ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين، وفي الوقت ذاته تفرضه طبيعة المرحلة، وتمليه علينا جميعاً بلا استثناء المواطنة الصالحة.
- التواصل الشخصي بين أمراء المناطق خارج الإطار الرسمي - الوظيفي، فيما من شأنه خلق حراك ثقافي عام، وخير مثال على ذلك ما حدث بين صاحبي السمو أميري المنطقتين في غضون الأيام القليلة الماضية جراء كون حائل ضيفًا لهذا الملتقى، وانعكاس ذلك على المشهد الثقافي العام الذي تفاعل مع الرسالة الشعرية الخاصة التي بعثها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير حائل لمنطقة نجران شعرًا ونثرًا.
- التسويق الإعلامي المتبادل بين منطقتين من مناطق الأطراف.
- التنشيط السياحي بين مناطق المملكة المتباعدة، فالبعض من أعضاء الوفد المستضاف ربما زار دولاً عربية وغربية عدة ولم يفكر يومًا ما بالسفر إلى عدد من مناطق المملكة خلاف العاصمة الرياض ومكة والمدينة وربما تنضاف لهن المنطقة الشرقية، وجاءت هذه المناسبة ليكون مع بقية مثقفي ومثقفات المنطقة وإعلاميها ضيفاً عزيزاً على (نجران) يمثل منطقته (حائل).
- التثاقف المناطقي، فمع أننا جميعاً تجمعنا ثقافة وطنية واحدة إلا أن لكل منطقة ملامح ثقافية خاصة بها تعرفُ علمياً بـ (الثقافات الفرعية)، وهي وإن كانت لها أبعادها ومعالمها الذاتية إلا أنها لا تتعارض ولا تتناقض في إطارها العام بحال من الأحوال مع الثقافة الوطنية الأم، بل تثريها وتعزز وجودها وتومئ إلى التعددية الثقافية في دائرة المسموح به والممكن، ومن ذلك ما هو من قبيل الأعراف والعادات والخصائص المناطقية المتوارثة، ومثل هذه الاستضافات تسمح للتبادل الثقافي، والاطلاع على تراث مناطقنا المحلية المادي منه وغير المادي.
- التعارف الشبابي ومد جسور التواصل بين أبناء الوطن، فربما البعض يقرأ ويسمع عن مثقف وكاتب، إعلامي وناشر ولم يره من قبل، وهذه الاستضافة فرصة للتواصل الجسدي واللقاء الفعلي وجهاً لوجه في ملتقى إعلامي متميز.
- فرز النخب الثقافية من قبل متخذي القرار في المناطق، فضلاً عن الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالشأن الإعلامي والثقافي الوطني، وتعزيز دورها المجتمعي من خلال إكسابها الثقة بقدرتها على التأثير وتدريبها على التفاعل الحي.
شكراً أصحاب السمو الأمراء، شكراً هيئة الصحفيين السعوديين في فرع نجران والجهات المشاركة في هذا الملتقى الوطني، شكراً مجلس شباب منطقة حائل، شكرًا لكل وطني مخلص عرف معنى الانتماء لهذه الأرض المباركة المعطاء المملكة العربية السعودية فكان منه الجهد والبذل وا لعطاء.. ودمت عزيزاً ياوطني وإلى لقاء والسلام.