اقتربنا كثيرًا من انطلاق صافرة كأس العالم بقطر 2022، جميع المنتخبات المشاركة على أهبة الاستعداد، الأحلام كثيرة، الأمنيات أكثر، والدعوات بأن توفق المنتخبات العربية بهذه النسخة العربية من المونديال والذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط! قطر تونس المغرب والمنتخب السعودي الذي نتمنى بأن يتخطى حاجز الدور الـ 16 وأن يصل لمراحل متقدمة خاصة وأن كل المؤشرات لصالحه لتحقيق إنجاز فريد من نوعه وفي كرة القدم الأماني مشروعة وعلى علاقة مباشرة بالعطاء داخل الملعب!
لدينا 26 محاربًا يتقدمهم رينارد، الكل متحمس ومستعد المنتخب وصل لمرحلة متقدمة جدًا من الاستقرار الفني الذهني والنفسي الكل يعد بتقديم ما يليق بسمعة الكرة السعودية والوطن في هذه التظاهرة العالمية الفريدة من نوعها، الظهور في كأس العالم حلم كل لاعب على وجه الأرض؛ استبعاد لاعب لا يقلل من شأنه لدواعٍ فنية أو إدارية، وبالمقابل ضم لاعب الأكيد أنه عن جدارة واستحقاق، رينارد لا يجامل على حساب عمله، شكرًا للمولد ومرحبًا بالعابد لقائمة الأخضر.
ودائمًا في مسائل الضم والإبعاد يبقى الحكم فيها للمدرب سواء، اتفقنا أو اختلفنا معه تظل وجهة نظره وقناعاته هي الأهم، فهو صاحب الرؤية والمسئولية. المنتخب وصل لمرحلة من النضج والتفاعل والانسجام بعد سلسلة الوديات ومباراة كرواتيا الأخيرة التي سنلعب فيها مع منتخب أوروبي قوي يقوده الداهية موسيقار مدريد لوكا مودريتش.. أتمنى بأن يبتعد اللاعبون فيه عن الاحتكاكات القوية والإصابات خاصة وأنه لم يتبق إلا أيام على انطلاقة المونديال، وتبقى بعد ذلك مهمة اللاعبين داخل الملعب، فالمدرب يعطي توجيهًا يخطط ويعطي تكتيكاً لكنه لا يؤدي داخل الملعب، بل اللاعبون وهم الذين يُنتظر منهم مشاركة ترفع الرأس، فهذه البطولة بمنزلة سوق عالمية لعرض السلع والبضائع العالمية واستعراض الأفضل والأجود على الساحة العالمية، وفتح آفاق جديدة للاحتراف الخارجي والتعاقدات. فالكل يسعى، الجميع ينافس لإخراج أفضل ما لديه من خامات فنية لإثبات الجودة والاستحقاق، ويجب أن نكون منطقيين/موضوعيين لدينا خصوم قوية من الصف الأول الكروي؛ فالأرجنتين منافس دائم في كؤوس العالم، بولندا منتخب أوروبي وجه معروف في المونديال، المكسيك تاريخ كبير في كأس العالم ولديه لاعبون يصنعون الفارق، منتخبنا إن استطاع التعامل بواقعية مع مبارياته قدم لكرة القدم ما يجعلها تقف احترامًا لمستوياته ستعطيه وتدهشه وستأخذه معها بعيدًا إلى حيث يستحق من المكانة والأدوار، والعكس صحيح!
من المؤشرات الإيجابية الحيوية عودة سلمان الفرج للتدريبات. (سلمان) قائد حركي مميز، لاعب له ثقله يعتمد عليه كثيرًا رينارد في وسط الملعب هو بمنزلة (كوتش) داخل الميدان يحرك يوجه زملاءه ويقود الحركة الفنية بانسيابية وانضباط، تواجده مهم ومطمئن لرينارد ولنا. وبالمناسبة أتمنى تواجد جوقة لاعبي المنتخب السعودي السابقين الذين شاركوا بالمونديالات الخمس الماضية لدعم وتوجيه وتشجيع اللاعبين وإعطائهم النصائح التي يحتاجونها رغم أن الأغلبية لاعبين خبرة بالمونديال الماضي وأيضًا من واقع مشاركاتهم القارية المونديالية مع أنديتهم، الأمور مطمئنة وتبشر بالخير ومعاك يالأخضر من محطة لمحطة.
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi