علي الخزيم
بتوجيه من قائد النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله؛ حظيت النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بمشاركة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى جانب أخيه الرئيس المصري، وجاءَت متزامنة مع انعقاد قمة قادة العالم بمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب27)، وكانت المملكة وباهتمام تام من سموه قد استضافت النسخة الأولى من هذه القمة بالرياض خلال أكتوبر 2021 حيث بحث القادة المشاركون من 20 دولة ضرورة توحيد الجهود والتعاون لمواجهة التغيرات المناخية، اللفتة الكريمة من سموه برعاية مثل هذه القمم العالمية بالمشاركة والدعم المادي السخي وما ينتظر منها من مردود ونتائج إيجابية لا تخص المملكة وحدها ولا المنطقة بخاصة؛ إنما الكرة الأرضية قاطبة؛ كل هذا يبرهن بجلاء ما لسموه من أثر طيب وثقل فاعل على كافة المستويات السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب اهتمامه - رعاه الله سبحانه - بكل ما من شأنه مصلحة البشرية وسلامتها ورفاهية الشعوب، ولم يكن سموه بهذا النهج القويم إلَّا مُقتفياً خُطى من سبقوه من القيادات السعودية حتى عهد ملك العزم والحزم والإنسانية أدامه الله ورعاه، فهي قيادة وهبها الله حب الخير للجميع دون اعتبارات للجنس والانتماء العقائدي، فالمعايير للإنسانية وصنائع المعروف والبذل بمكانه ولمن يستحقه، ولهذا فقد جددت المملكة على لسان سموه الكريم من خلال خطابه الضافي بالقمة على حرصها والتزامها بالعمل مع الدول الأخرى لتحقيق أهداف المبادرة ولتكون نموذجاً عالمياً بالظهور بمخرجات تسهم بتعزيز العمل المشترك لخير ورفاهية الأجيال القادمة.
تفاصيل محاور القمة ومُخرَجَاتها كَتَبَت عنها أقلام أوفت وكفَّت؛ ومن أبرزهم سعادة رئيس تحرير (الجزيرة) بافتتاحيات متتابعة شاملة، غير أنى التفت لردود الأفعال السلبية لبعض المُغرضين تجاه القمة، وكثير منهم تعمَّد تجاهلها حسداً وكمداً يشعرون به تجاه المملكة وقيادتها، أبَت قلوبهم الحاقدة إلَّا الصمت تجاه كل مُنجَز سعودي حضاري محلي وعالمي، كما يسارعون لتلقُّف أي إشاعة أو لقطة وتغريدة من شأنها - بزعمهم - النيل من سمعة المملكة وتشويه كل مشروعاتها التنموية الحضرية الهادفة لرفاهية المواطن والمقيم، يتسقَّطون كل زلة وتجاوز من مراهق بمكان عام أو ترفيهي ليبنوا عليه قصصاً وروايات مفتعلة وكأن العالم متعطش لهذه التُّرهات فلا ينام حتى يَتلقَّى المزيد منها، إذ أن العالم الناضج الواقعي لم يلتفت يوماً لمثل ذاك الإسفاف من شذاذ آفاق تغويهم جهات وأنظمة ومنظمات ضالة مشبوهة، لا تعمل إلا للتخريب وبعثرة مصالح ومقدرات الشعوب وتدمير كل جميل داخل محيطها بالتسلط والظلم والقهر، ويكون أولئك الشذاذ من خونة الأوطان والدين والعروبة الصدى الوحيد الناعق المؤيد، فهم يطربون ويَنتَشون مع كل خراب ودمار بديار أهلهم العرب.
فهل تجد صفة أحقر من جاحد يتنكَّر لأهله وبلده دون سبب وجيه؟ ومنهم من بلغ مبلغاً من الثراء والعلم نتيجة لرعاية وطنه له كغيره من مواطنيه.