عبد الله سليمان الطليان
قصص النجاح على المستوى الفردي كثيرة قديماً وحاضراً, شهد أغلبها الجهد والتعب والمشقة قبل الوصول لتحقيق الهدف, والذي جعل من أصحابها علامة بارزة لا تغيب عن الذاكرة, يؤخذ من كفاحها دروس وعبر, وهناك أسماء عدة قديماً وحديثاً.
سوف نلقي الضوء على اسمين قدما خدمة لها أثر واضح في حياتنا منذ زمن من خلال اكتشافاتهما في مجال الكهرباء, هما توماس إديسون ونيكولا تيسلا, لقد كان الرجلان يعملان مع بعضهما ولكنهما انفصلا, وكان هناك تنافس بينهما, وقد استفاد أديسون من تجارب تيسلا كثيراً وفي النهاية أصبحت شهرة أديسون هي الطاغية, الشيء الذي نود أن نشير إليه هنا هو أن أديسون لم يعترف كيف استفاد من تجارب تيسلا التي كانت له عوناً في العديد من اكتشافاته, ولم يشر ألى هذا في وسائل الإعلام يعود السبب في ذلك إلى أصل تيسلا الصربي المهم أن أديسون تسلق الشهرة على حساب تيسلا الذي لم يعطِ حقه وإسهاماته العظيمة في مجال الكهرباء, هذا مثال فقط واحد وهناك أمثلة كثيرة, توضح أن التحيز كان واضحاً جعل من تيسلا عالماً مغموراً.
نعود إلى حاضرنا وفي واقعنا تحديداً كم يوجد من تسلق الشهرة عبر النجاح على أكتاف الآخرين, وكانت سبباً في هذه الشهرة التي جعلته يشار له بالبنان, نجد من بيننا ممن هو يبرر هذا بحكم أنه فيه عدوى من ذلك وبحسب محيطه, وبشكل يبعث على الاستهجان في مقولة ( حظ واستغل ), الذي جاء عبر علاقة أو معرفة أو قرابة, ولعل الجانب العلمي والعمل الإداري هما الأقرب المترسب فيه لدينا وبكثرة من صعد أو تسلق على حساب الآخرين بشكل صارخ ومفضوح ومخجل, استولى على جهد غيره من بحث أو دراسة ونسبها لنفسه, سوف يبقى في حلم وهمي يعيش في نشوة الفخر الكاذب أو الأعرج الذي تغلف بالنجاح المزور.