حَبيبٌ عَنِ الأحبابِ شطّتْ بهِ النّوَى
وأيُّ حَبيبٍ ما أتَى دونَهُ البُعْدُ
الإنسان في هذه الحياة حينما يفاجئ برحيل عزيز عليه من قريب أو صديق فإنه يتأثر حسرةً ولوعةً على فِراقهم الأبدي، مستحضراً الدعاء لهم بالمغفرة من رب العباد، وطيب الإقامة في مضجعهم إلى نهوض جميع الخلائق من أجداثهم ليوم الحساب، كأمثال حبيبنا الأستاذ عبدالعزيز بن حمد الناصر «أبو الوليد» الذي انتقل الى رحمة الله يوم الخميس 17-3-1444هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع البابطين شمال الرياض، ثم حُمل إلى محافظة حريملاء، حيث وُورِي جثمانه الطاهر في مقبرة «صفية» - رحمه الله رحمةً واسعة - وكانت ولادته في حريملاء عام 1373هـ، وترعرع بين أحضان والديه، وعند بلوغه السن النظامية ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية في حريملاء، حيث نال الشهادة منها بتفوق عام 1385هـ، ثم واصل الدراسة في المرحلة المتوسطة إلى أن نال الشهادة منها عام 1388هـ، بعدها اِنْتَقَلَ إلى الرياض مع رفيقه وزميله الأستاذ عبدالعزيز بن حسن الحسينان «أبو بندر» ملتحقين بمعهد المعلمين الثانوي، حيث نالا الشهادة منه عام 1392هـ، بعدها تم تعيينه مدرساً بمنطقة الخرج لمدة سنة ثم اِنْتَقَلَ معلماً في ابتدائية حريملاء عام 1394هـ، وقد اِسْتَمَرَّا هو وزميله «أبو بندر» مواصلين دراستهما الجامعية منتسبين في كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بالرياض حتى تخرجا منها عام 1397هـ، وبعد ذلك اِنْتَقَلَ إلى المتوسطة والثانوية بحريملاء التي كنت مديراً لها، حيث كان محبوباً لدى زملائه وطلابه لما يتمتع به من خلق كريم وأدب جم رفيع، وابتسامة تعلو محيّاه، وكانت لنا معه ذكريات جميلة طيلة عملنا معاً في المتوسطة والثانوية.
وقد خَلَفَنَي في إدارة المتوسطة والثانوية بعد تقاعدي منهما 1418هـ، واِسْتَمَرّ مديراً لهما إلى أن أخلد للراحة متقاعداً عام 1427هـ، حميدة أيامه ولياليه.
ولقد كان «أبو الوليد» أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية الخيرية بحريملاء، ومشرفاً على عدد من اللجان في الجمعية، وعضواً في مجلس إدارة نادي الشعيب بحريملاء. ولقد أصيب قبل عدة أشهر بمرض عضال وظل صابراً محتسباً رغم ما يعانيه من أَلِمَ، ولئن غاب عن نواظرنا «أبو الوليد» فإن ذكره الحسن باق في شعاب النفس، وفي خواطر أبنائه الطلبة مدى الأيام، ولقد أجاد الشاعر القائل:
خَلَّفتَ في الدُنيا بَياناً خالِداً
وَربيتَ أَجيالاً مِنَ الأَبناءِ
وَغَداً سَيَذكُرُكَ الزَمانُ وَلَم يَزَل
لِلدَهرِ إِنصافٌ وَحُسنُ جَزاءِ
غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهم والدته وأبناءه وإخوانه وعقيلته «أم الوليد» ومحبيه وكافة أسرة آل ناصر الصبر والسلوان.
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف