عبد العزيز الهدلق
لم يكن مدرب منتخبنا السيد ايرفي رينارد ينتظر مفاجآت غير سارة تزيد أوضاع الأخضر سوءاً، وتضاعف عليه المعاناة. ففيه ما يكفيه من الإصابات وعدم الجاهزية لبعض النجوم والركائز الأساسية، ولكن حدث مالم يكن بالحسبان. فقد تلقى رينارد نصائح قانونية تطلب منه عدم المجازفة بإشراك فهد المولد في المونديال. فهو كان يقضي عقوبة بالإيقاف لتعاطي المنشطات، ولكن مركز التحكيم الرياضي فاجأ الجميع بقرار رفع الإيقاف عنه دون الرجوع للجهات الدولية المختصة (وادا), فشارك المولد مع فريقه الجديد الشباب ثم اختاره رينارد ضمن قائمة الأخضر المشارك بالمونديال. وقبيل السفر للدوحة وصلت المدرب تحذيرات ونصائح قانونية تطلب منه إبعاد المولد الذي استأنف (الوادا) أمام محكمة الكاس ضد رفع الإيقاف عنه. ومن المحتمل جداً أن تصدر المحكمة قراراً بإبطال قرار مركز التحكيم الرياضي وتعيد إيقاف المولد، عندئذٍ تقع الفأس في الرأس ويبعد المولد من قائمة الأخضر من المونديال. وربما تلحق المنتخب عقوبات أيضاً، لذلك تم اتخاذ الإجراء الاحترازي بإبعاد اللاعب نهائياً. واستبداله بنواف العابد.
وإذا صدر قرار محكمة الكاس بنقض قرار مركز التحكيم الرياضي فسنكون أمام حالة تحتاج إلى وقفة حازمة وصارمة من صاحب القرار في اللجنة الأولمبية والبارالمبية الذي يقع مركز التحكيم الرياضي تحت مظلته.
وليس مركز التحكيم وحده الذي هز ثقة الشارع الرياضي في المرجعيات القضائية والقانونية والعدلية الرياضية، فهناك أيضاً لجنة الاحتراف، والانضباط باتحاد الكرة، وغرفة فض المنازعات. وكلها تحتاج إلى إعادة نظر في لوائحها وأعضائها. فقد عاش الوسط الرياضي اضطراباً شديداً بسبب القرارات والعقوبات المتضاربة. بين قضية وأخرى رغم تشابه وتطابق الحيثيات. وبعضها نقضه الفيفا.
ومن هنا إلى أن يصدر قرار محكمة الكاس بشأن رفع الإيقاف عن المولد سنتوقف عن التعليق وننتظر. ليكون لنا وقفة وكلمة بعدها.
زوايا ..
** ليس بعد كلمة سمو ولي العهد حفظه الله بشأن المنتخب أي كلمة أو تعليق. فسموه أفصح عن موقف القيادة الرشيدة بشأن مشاركة المنتخب في كأس العالم، عندما طلب من اللاعبين أن يلعبوا للمتعة فقط ولا ينظروا للنتيجة.
** لازال هناك من يستغل غطاء النقد لتمرير إساءات للمنتخب وللمدرب وللاعبين، ولاتحاد الكرة عامة.
** مدير كرة النصر السابق محمد السويلم قال في برنامج المجلس القطري إنه أعرف وأقرب من المدرب ايرفي رينارد للاعبين السعوديين, وأن ما يعمله المدرب فوضى لا تليق بمنتخب يتأهل للمرة السادسة. وهذا وضع علامة استفهام كبيرة على الإدارة التي تقود المنتخب إدارياً وفنياً. هذا الرأي للأسف هو ترديد لما يقوله كثير من متعصبي الأندية في مواقع التواصل الاجتماعي.
** الظروف المحيطة حالياً بالمنتخب من إصابات وغيرها قد لا تتيح له الظهور بالمظهر الذي يطمح له الجميع في كأس العالم، وله العذر في ذلك. وسمو ولي العهد الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة أدرك ذلك مبكراً ولم يطالب اللاعبين بنتائج، بل قال حفظه نحن ندرك حجم المنافسة مع منتخبات عالمية، ولكننا نطلب منكم أن تلعبوا من أجل المتعة. وسموه لا يقلل من إمكانيات اللاعبين وقدراتهم ولكنه يعلم جيداً الظروف المحيطة باستعدادهم ومدى تأثيرها عليهم.
. منتخبنا في المونديال سيواجه الأرجنتين بطل العالم مرتين والمصنف رقم (3) عالمياً، ومنتخب المكسيك المصنف رقم (13) عالمياً، ومنتخب بولندا المصنف رقم (26) عالمياً. فيما الأخضر في المركز (53) عالمياً. والفوارق في التصنيف واضحة تماماً، ولا مجال للمقارنة بين منتخبنا وتلك المنتخبات في الظروف الطبيعية، فما هو الحال وهو يعيش ظروفاً صعبة.؟