ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها للمشاركة في منصة فرجت التي أطلقتها حكومة المملكة العربية السعودية, وهي بالمناسبة أقصد خدمة فرجت تم تقديمها من قبل المديرية العامة للسجون بوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، حيث تعتمد آليتها على تمكين المواطن السعودي والمقيم على حدٍّ سواء فرصة التبرع للأشخاص المحكوم عليهم في قضايا مالية، حتى يستطيع الباحث عن الأجر في تفريج كربة أخيه المسلم من مبدأ قوله- صلى الله عليه وسلم- (من فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) وهي الطريقة المناسبة في مساعدته المتعسرين في سداد الديون والإفراج عنهم, كما يمكن من خلال تلك المنصة البحث عن المستفيدين وظروفهم والسداد عنهم إما بجزء من المبلغ أو كامل المبلغ.
تكاتف مجتمعي جميل جداً سعت إليه حكومة المملكة العربية السعودية وازدادت كثافة تلك المشاركات في شهر الخير والرحمة شهر رمضان الماضي لأن الأجر مضاعف -بإذن الله- ولكي يتسنى لمن عليه محكوميات المعايدة مع أهله وأطفاله وأحبابه يوم العيد، أي عيد الفطر المبارك. عبر التطبيق الأشهر (تويتر) فتحت مساحات كثيرة استفاد منها الكثير بتكاتف أهل الخير وأصحاب رؤوس الأموال المنعم الله عليهم بالمشاركة ولله الحمد وهذه من نعم الإسلام التي يجب أن نعيها ونستشعرها وهو ذلك التكاتف المجتمعي الجميل. ولكن وكلمة ولكن حرف عطف يستخدم في اللغة العربية للاستدراك يثبت لما بعده حكماً مخالفاً لحكم ما قبله لذلك لتعذرني أيها القارئ من خلال استخدام كلمة لكن هنا لأني سأتحدث فيما يلي هذا الكلام بشيء ليس مخالفة للفكرة ولكن للتنبيه عن نقطة مهمة وهي التوعية عن أسباب تلك الديون التي تتراكم مما تتسبب في إلقاء أحكام قطعية بالسجن ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هل التوعية لمعرفة الفرق بين الترف والضروريات كافية لتوعية المجتمع الفرق بينها لكي لا يقع المواطن في فخ القروض والديون لا أظن؟ أين الحملات التوعوية التي يجب أن تصل إلى عامة الناس عما يجب عمله بالتعامل مع المال. بعض الأشخاص مجرد أن يحصل على وظيفة يغلب على طابع حياته (برستيج) ركوب سيارة فارهة أو سفر لدول أوروبية لكي يتباهى بين الناس فيفرد عضلاته بين الناس أنا سافرت لهذه الدولة أو تلك. خصوصاً أصحاب العمل في القطاع الخاص يتورط البعض بقروض بنكية ثم يفقد وظيفته ويبدأ مسلسل تلبيس الطواقي كما هو عنوان مقالتي فيبدأ بالبحث عن حلول فيقترض من بنك آخر بفائدة أعلى أو من شركة من شركات التقسيط بفائدة أكبر ثم يدخل نفقاً مظلماً لا أمل لرؤية بصيص نور في داخله تماماً كمن يخلع طاقية من على رأس شخص فيلبسها شخصاً آخر. أين دور الآباء والأمهات لتوعية الأبناء؟ أين دور المجتمع لتوعية بعض الآباء والأمهات أيضاً؟. التوعية بخطورة الولوج في مثل ذلك النفق أهم من حل المشكلة من خلال الوقوف مع المتعسرين الذين تورطوا بديون وقروض وقد يكون الوقوف مع المتعسر أو المديون وبالاً عليه وشيئاً سلبياً بالنسبة له كأن يتهاون مستقبلاً في هذا الموضوع فيعود مرة أخرى لدخول ذلك النفق بعد أن أدرك وعرف أن المشكلة سهلة الحل بالتكاتف المجتمعي ومنصة فرجت موجودة..