أ.د.عثمان بن صالح العامر
أشار صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل رئيس هيئة تطوير منطقة حائل، رئيس اللجنة العليا المنظمة لرالي حائل تويوتا الدولي 2022، في حديثه لقناة ( العربية ) إلى أن الرالي ليس حدثاً رياضياً فحسب بل هو حدث له أبعاد عدة من بينها (البعد الثقافي)، ولا غرو ففي الوقت الذي تشارك في الرالي 24 دولة عالمية، ويحضر فاعليته إعلاميون ورياضيون واقتصاديون وهواة ومحترفون لرياضة السيارة فضلاً عن الجماهير والرعاة، في ذات الوقت وعلى الطرف المقابل يكون إنسان المنطقة حاضراً وبقوة منظماً ومشاركاً ومستضيفاً متطوعاً وصاحب دار، وجزماً سيكون لهذه الوفود المشاركة والزوار احتكاك مباشر بالثقافة الحائلية التي تصطبغ بالطابع الوطني الصرف، وفي ذات الوقت تعكس الطبائع العربية الإسلامية المتميزة،حيث الانفتاح على الآخر، ومنحه حقه من التكريم والاحترام والتقدير التي هي حقوق أقرها الرب سبحانه وتعالى لبني آدم قاطبة بلا استثناء، فضلاً عن هذا وذاك الكرم الحاتمي الذي يعد عند الكثير من أبرز خصوصية الإنسان الحائلي.
لقد كان حديث الإعلام الجديد طوال أيام الرالي البيوت الحائلية مشرعة الأبواب الواسعة منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، مثلها بل أكثر منها لفتاً للأنظار والتعليقات البيوت التي بلا أبواب وأسوار أصلاً، عُرف أهلها بالجود والبذل والسخاء والعطاء كابراً عن كابر، وتوارث سجايا الأجداد والآباء الحسنة خاصة الكرم الأبناء والأحفاد، وكأنها جينات في تكوين الحائليين الرباني، وهكذا كل جيل يأخذ عمّن سبقه هذه الصفة المتميزة والخلة الحسنة، أعني صفة الكرم، التي كانت وما زالت وستظل عنواناً ناصعاً في جبين الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية.
لقد أتاحت هذه اللقاءات التي جمعت المشاركين والزوار بالإنسان الحائلي التسويق الثقافي الجيد، والمثاقفة الفاعلة بين الشعوب العالمية من جهة، ومن جهة أخرى إنسان الصحراء بعفويته وتلقائيته وبساطته، في جوء من الأريحية التي تغلفها الابتسامة الصادقة، والفرح العميق، بتشريف الضيف له إياً كان هذا الضيف، ودخوله منزله أو مضيافه وأكله وشربه في داره ومن زاده.
وفي الوقت ذاته أتاح الرالي التقاء الثقافات العالمية بكل تفاصيلها، وبجميع معالمها على أرض الجبلين، فكل مشارك جاء وهو يحمل في ذاته هويته الثقافية ومسلماته المعرفية ونظرته السابقة عن الأرض التي قدم إليها، فكان في المثاقفة الميدانية واللقاء المباشر التصحيح الفعلي للنظرة المتوارثة عن إنسان الصحراء لدى الشعوب الغربية خاصة، وبناء الصورة الذهنية الحقيقية عن ثقافتنا المحلية وهويتنا الوطنية، وجزماً سيكون هؤلاء الذين كان لهم شرف المشاركة والحضور إلى حائل والاحتكاك المباشر بإنسانها رسلاً لقومهم وسفراء لنا في بلادهم ينقلون ما شاهدوا وسمعوا، أو قل على الأقل المنصف منهم الصادق في قيله.
لقد أكد أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد أمير المنطقة في اثنينيته العامرة الأسبوع الماضي جاهزية حائل للسياحة العالمية ومراهنته على نجاحها في المنطقة في ظل رؤية المملكة 2030 والاستراتيجيات الوطنية المرسومة لتحقيق هذا الهدف المنشود، وجزماً لم يأتِ هذا التعريج المقصود على هذا الموضوع الاقتصادي الهام لولا تحقق النجاحات المتتالية طوال 18 موسماً للرالي الذي أكسب أبناء المنطقة مهارة التسويق والإدارة وحسن التعامل وجودة التنظيم، فالرالي منذ عامه الأول وحتى موسم هذا العام يدار من الألف إلى الياء عن طريق أبناء المنطقة الأمر الذي أوجد لديهم خبرة تراكمية هي البوابة المشرعة للسياحة الدولية الواعدة عن قريب.
شكراً لكل من رعى وبارك، خطط ورسم، دعم وشارك، حضر وشجع، نظم وأدار، والشكر أولاً وأخيراً لله عز وجل على نجاح الموسم الثامن عشر لرالي حائل، ثم الشكر لقيادتنا الحكيمة ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي عهده الأمين على ما يولونه من اهتمام ورعاية بكل ما من شأنه الرقي والتقدم في خارطة الوطن المباركة المملكة العربية السعودية وفي جميع المجالات والميادين، والشكر موصول لسمو أمير المنطقة وسمو نائبه والفرق المنظمة والرعاة، وشكر خاص لأرض حائل وطبيعتها الخلابة التي حباها الله وكساها بالدفاء والجمال، وازدانت رونقاً وجمالاً هذه الأيام بعد أن منّ الله عليها بالغيث المدرار فكانت كما قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة والعافية ( دايم تجملنا عند الضيوف والزوار )، ودمت عزيزاً يا وطني،، وإلى لقاء والسلام.