«الجزيرة» - الاقتصاد:
تناول معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر الرميان عدداً من الموضوعات المهمة من بينها الدور المحوري لمبادرة السعودية الخضراء كقوة مؤثرة في تعزيز العمل المناخي، والتزام المملكة العربية السعودية ببناء المستقبل الأخضر، وأهمية اتباع نهج قائم على البيانات. جاء ذلك خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء المنعقد على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ في شرم الشيخ. وأشار معاليه إلى أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي «نقطة تحول في مجال الجهود البيئية التي تسهم في تحويل الطموحات الوطنية إلى خطوات عملية تؤثر على العالم»، موضحاً الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لبناء مستقبل أخضر انطلاقاً من طموحها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وفي إطار تعليقه على الحلول المبتكرة التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة مؤخراً لتمويل العمل المناخي، قال معاليه: «شهدت مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني، وهي المبادرة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكبر مزاد لائتمان الكربون في العالم في الشهر الماضي فقط؛ حيث تم بيع 1.4 مليون طن من شهادات ائتمان الكربون إلى 15 جهة سعودية وإقليمية، كما أننا أول صندوق ثروة سيادي يصدر سندات خضراء، وهي أيضاً أول سندات خضراء في التاريخ تمتد لـ100 عام». وأكد أن نجاح هذه السندات الخضراء يعكس ثقة المستثمرين بالمملكة العربية السعودية وبصندوق الاستثمارات العامة، وكذلك بقدرة المملكة على تأسيس اقتصاد مستدام يحقق الازدهار للمائة عام القادمة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قد أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق شركة «سير»، أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، وسيكون صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيسي في الشركة التي تهدف إلى تصنيع 328 ألف سيارة كهربائية سنوياً. كما يعمل صندوق الاستثمارات العامة على تطوير 70 % من مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030. وأوضح محافظ صندوق الاستثمارات العامة بأنه لا يمكن لجهة أن تحقق هذه الأهداف بمفردها، مشدداً خلال خطابه على أهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتحفيز الابتكار وتحقيق كامل الإمكانات. واختتم معاليه حديثه قائلاً: «آمل أن تكونوا على نفس القدر من الحماس للاستثمار والتعاون في مجال التحول الأخضر. أرى عالماً يمكننا أن نحقق فيه النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية في الوقت نفسه. نحن نسعى من خلال مبادرة السعودية الخضراء إلى تفعيل مشاركة جميع فئات المجتمع في العمل المناخي، وبتعزيز العمل المشترك، فإننا سنحقق أهدافنا وطموحاتنا في المملكة العربية السعودية، والشرق الأوسط، والعالم».