صيغة الشمري
في غضون أسبوع جمعت المملكة صناع القرار مرتين؛ الأولى ضمن قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ بمصر الشقيقة، والثانية قبل يومين في العاصمة الرياض في إطار مبادرتين أطلقهما ولي العهد العام الماضي وفق رؤية 2030؛ وهما السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
بلادنا الغالية كعادتها قررت أخذ زمام المبادرة لإنقاذ كوكب الأرض وسكانه؛ حين اكتفت الدول الصناعية الكبرى بإطلاق وعود لم تلتزم بها فتباكت على كوكبنا وطالبت الدول الأخرى بتحمل مسؤولية تحديات بيئة تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، عجزت هي عن تحملها رغم أنها المسؤولة عن تفاقمها.
وبالعودة للمبادرتين؛ من المهم أن نبرز الدور السعودي والسعي لقيادة حراك دولي لتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10 % من الإسهامات العالمية وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة ضمن مشروع زراعي هو الأكبر في العالم.
فيما تسير مبادرة السعودية الخضراء الوطنية بالتوازي بهدف إزالة الانبعاثات الكربونية في المملكة والوصول للحياد الصفري بحلول العام 2060؛ من خلال إطلاق عدة مشاريع فرعية من ضمنها صندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل الحلول التقنية للاقتصاد الدائري للكربون ومراكز إقليمية لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه وللتنمية المستدامة لمصايد الأسماك وآخر للتغير المناخي وللإنذار المبكر بالعواصف وغيرها من المشاريع الريادية المتميزة.
المملكة تقدم نفسها اليوم قائداً للتغيير الإيجابي في العالم على النقيض من الصورة النمطية التي طبعت عبر الدعاية الغربية بأننا شعوب ودول استهلاكية فائضة عن حاجة الكوكب. والحقيقة أن خارطة صنع القرار في العالم تتغير بشكل متسارع والتاريخ والحضارة ينتصران في نهاية المطاف وهذا ما يستجد فعلاً لا قولاً في المبادرات السعودية إن كان على صعيد التغير المناخي أو المبادرات ذات البعد الاقتصادي والإنساني التي تستهدف الإنسانية جمعاء.