إيمان الدبيّان
في الأسبوع الماضي شاهدنا فسُررنا، وسمعنا فابتهجنا، بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء بنسختها الثانية في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي أول حوار إقليمي من نوعه بشأن المناخ، يهدف إلى جمع القادة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، وقد استضاف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء النسخة الأولى من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض بتاريخ 25 أكتوبر 2021، حيث اتفق القادة المشاركون على ضرورة التعاون وتوحيد الجهود لمواجهة تغير المناخ في جميع أنحاء المنطقة.
وهذا العام، يجتمع القادة مجدداً تحت شعار: «من الطموح إلى العمل»، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP27).»
مبادرتان هامتان وكبيرتان لن يكفي مقال واحد للحديث عنهما وتفصيل أهدافهما ورؤيتهما؛ ولكني سأتحدث ببعض من التوضيح عن مبادرة السعودية الخضراء، فهي مبادرة سعودية وطنية طموحة، تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال المقبلة داخل المملكة وخارجها، حيث تساهم بدور محوري في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وتمهد الطريق نحو غدٍ أكثر استدامة عبر اتباع نهج استثماري يشمل جميع فئات المجتمع، فمنذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات حثيثة لبناء مستقبل أكثر استدامة، وجمعت مبادرة السعودية الخضراء، منذ انطلاقها في عام 2021، بين حماية البيئة وتحويل الطاقة وبرامج الاستدامة في المملكة، حيث تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي:
تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير السعودية، وحماية المناطق البرية والبحرية، وقد تم إطلاق أكثر من ستين مبادرة خلال السنة الماضية معظمها إن لم يكن كلها كان لها مشاركة مميزة في قمة الشرق الأوسط الأخضر في شرم الشيخ من خلال المعرض المصاحب لهذه المناسبة، ومن نماذج هذه المبادرات الهامة مبادرة (إعادة التدوير) التي تشتمل على برامج مختلفة منها:
(تحويل إدارة النفايات في الرياض) بحيث يتم تحويل 94 % من النفايات في الرياض بعيداً عن المرادم، وتحويل أكثر من 1.3 مليون طن من النفايات القابلة للتحلل إلى سماد، وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 4.1 مليون طن، وإنشاء نموذج موثوق لإدارة النفايات يمكن تطبيقه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، بإشراف وإدارة الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك) بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة النفايات.
(مجموعة سرك) التي تأسست عام 2017 والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية وشركة «سيل» التابعة لها ساهمت في جناحها الخاص في هذه القمة تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة، باستعراض الحلول والمبادرات للمساهمة في تحقيق التحول الوطني، ويتمثّل ذلك في تمكين قطاع إعادة تدوير وإدارة المخلفات البلدية الصلبة والذي من شأنه الحد من الانبعاثات الضارة وكانت شركة الأعمال البحرية للخدمات البيئية «سيل» حاضرة في المعرض، حيث شاركت في دعم المبادرة وتحقيق التحول الأخضر للمملكة من خلال المساهمة في حماية بيئتها البحرية من الملوثات الزيتية والكيميائية الخطرة التي قد تهدد نموها وسلامتها لا قدَّر الله عبر تقنيات الرصد المتطورة وخدمات الاستجابة للطوارئ البحرية.
شركة ( سرك) وكامل مجموعتها تهدف إلى أن تكون محركاً رئيساً للاقتصاد الدائري في المملكة من خلال رفع عمليات إعادة التدوير، هذه الشركة بمساهمتها في جناحها وضعت بصمتها ونشرت للعالم منجزها واستقطبت زوارها من كبار المسؤولين والقادة المشاركين في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مثل:
جلالة الملكة صوفيا ملكة إسبانيا القرينة، معالي وزير البيئة والعمل المناخي في ولاية غرب أستراليا، وسفير أستراليا لدى المملكة، وصاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود آل سعود نائب وزير السياحة للإستراتيجية والاستثمار في وزارة السياحة، وغيرهم من المساهمين والمستضافين والزوار الذين اطّلعوا على الجهود النوعية بسواعد وكفاءات وطنية إدارة ومتابعة وعملاً وتنفيذاً.
مبادرة السعودية الخضراء بمختلف إسهاماتها ومجالاتها المناخية، والأمنية، والاقتصادية، والرياضية، والبيئية، والاجتماعية تحتاج منا نحن الإعلاميين والتربويين والمفكرين والاقتصاديين في القطاع الحكومي والخاص والتطوعي تحتاج منا إلى نشر الوعي، وبث روح ثقافة مفهوم مبادرة السعودية الخضراء لدى كل فئات وأفراد المجتمع؛ لنصل إلى الأهداف والمخرجات بشكل أسرع وإستراتيجية أوسع، فخورة بمبادرات وطننا المتنوعة فبها ومنها يتحقق الكثير من جوانب جودة الحياة المتسعة.