عبد الرحمن بن محمد السدحان
* قلتُ مرةً مهاتفًا نفسي: إن بعض المثقفين لا جلّهم: يُستَهدفون بتهمة (الازدواجية) قولًا أو عملًا. وتعليقًا على ذلك، أقول بتواضع جمّ: إن ما يُنسب إلى بعض المثقفين يمكن الأخذ به جزءًا لا كلًّا.
* * *
* نعم.. هناك من قد (يُرائي) بالتقوى، والله من فوقه عليم, أو يهاجم الفسَاد، والله به خبير, أو (ينتقد) (الإسراف) في مسائل المأكل أو الملبس وهو (سيّدُ) المسرفين.
* * *
* وهناك منْ قد يُجاهر بحب الوطن انْتماءً وولاءً، وهو في الوقت ذاته (يُحرج) وطنه ومواطنيه ببعض (السلوكيات) خارج الوطن وأحيانًا داخله.
* * *
* إذن، فالازدواجية (طبع) أو (تطبّع) أو فلنقل (عِوَجٌ) في القول أو العمل، حين يدّعي بعض منسوبي هذا الزمن بالقول (فعلَ ما لا يفعلُ)، وذاك أمر معلوم، وأحيانًا، مشهود.
* * *
* ويبرز هذا الإشكال حين (يُعمم) الحكمُ على الخلق بلا علم ولا دليل، وتلك مشكلة أخرى, ولذا، تظلّ مسألة (الازدواجية) أمرًا يؤرق وجدانَ العُقلاء من البشر، ناهيك عن خبراء النفس الإنسانية والمجتمع.
* * *
* من جانب آخر، أرى أن جزءًا من الإشكال المشار إليه مردُّه في تقديري ما يشهده إنسانُ هذا العصر من (تباين) في الحكم على بعض الأنماط السلوكية، فيسميها بغير مُسمياتها تجاوزًا لناموس الحق والحقيقة، وهنا تبرز من جديد (الازدواجية) في أحكام بعض البشر تعبيرًا عن الفجوة بين الحق والباطل، وأحيانًا يخطئ البعض في التعبير عن الفجوة المشار إليها، بين ما (يتمنّى) أن يكون وما (يمكن) أن يكون، في توصيف أو تصنيف أخلاق البشر وسلوكياتهم، وينشأُ نتيجةً لذلك (الخُلْف) والنزاع والخصام بين البشر.
* * *
وبعد...
تبقى بعد ذلك البصيرة الصائبة والإرادة الصلبة المستقيمة في التفريق بين الضوء والظلام، وبين الحق وضدّه.
وفوق هذا كله، يبقَى التوفيق من لدن ربّ العالمين وصولًا للمراد، وتحقيقًا للغاية المنشُودة.
* * *