«الجزيرة» - الاقتصاد:
أعلنت شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إحدى أسرع شركات التعدين نمواً في العالم وأكبر شركة تعدين ومعادن متعددة السلع في الشرق الأوسط، عن خططها لتصدير الأمونيا الزرقاء في إطار سعيها إلى دعم الانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة. جاء هذا الإعلان من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، في افتتاح منتدى مبادرة السعودية الخضراء الذي يعقد على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 27) في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، حيث أشار إلى منح الاعتماد لمعادن لكمية 138 ألف طن من الأمونيا الزرقاء، ما يمثل واحدة من أكبر الكميات المعتمدة في العالم حتى الآن. وجرى منح الاعتماد من قبل شركة «تي يو في راينلاند»، وهي وكالة اختبار وفحص وإصدار شهادات مستقلة رائدة مقرها في ألمانيا، وسيتم إرسال أول شحنة لمعادن من الأمونيا الزرقاء البالغ وزنها 25 ألف طن من المملكة إلى كوريا الجنوبية هذا الشهر. وفيما تتطلع شركة معادن إلى تصدير المعادن الضرورية لدعم الانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة، تسعى الشركة أيضاً إلى إزالة الكربون من عملياتها الحالية من خلال اعتماد تقنيات احتجاز الكربون. وفي هذا السياق، وقعت معادن خلال المنتدى اتفاقية على مدى 20 عاماً مع شركة «جالف كرايو» لبناء وتشغيل مصنع لالتقاط ثاني أكسيد الكربون في مجمع معادن للفوسفات في مدينة رأس الخير الصناعية. وسيسهم المصنع الجديد في التقاط 300 ألف طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً من مصانع الأمونيا الثلاثة التابعة لشركة معادن، كما سيستخدم ثاني أكسيد الكربون المُلتقط في مجال الغاز الصناعي ليحل محل استخدام الوقود الأحفوري، ما يسهم في خلق اقتصاد دائري للكربون في المملكة، حيث سيُوزع جزء من ثاني أكسيد الكربون المُلتقط على الشركة العالمية للصناعات البحرية، أكبر حوض بحري لبناء السفن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين سيتم استخدام الجزء المتبقي في العمليات الصناعية مثل الاستخراج المحسّن للنفط وتحلية المياه. وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لشركة معادن روبرت ويلت: «تمثل إزالة الكربون من إنتاج الأمونيا جزءاً أساسياً من المساعي العالمية للوصول إلى الحياد الصفري، وفي هذا السياق، تتمتع معادن بمركز قوي لتلبية الطلب المتزايد على الأمونيا الزرقاء، وتصدير ما يتم إنتاجه بأقل قدر من انبعاثات غازات الحتباس الحراري إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «تمثل الاتفاقية مع شركة جالف كرايو خطوة مهمة في مسيرتنا نحو تحقيق الاستدامة بحلول عام 2050 بصفتنا شركة التعدين الوطنية الرائدة، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية تؤكد التزامنا الراسخ بتحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء بما يتماشى مع هدفنا وطموحنا في أن نكون نموذجاً ملهماً للعمليات المستدامة في المملكة، بما سيعزز احتجاز الكربون من مكانة معادن كمورّد عالمي ورئيس للأمونيا الزرقاء، التي تمثل النهج المستدام ومنخفض الكربون لإنتاج الأمونيا».
من جانبه، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الفوسفات في معادن المهندس حسن العلي أن معادن أحد المنتجين الأوائل المعتمدين للأمونيا الزرقاء، حيث تسعى إلى تصدير أول شحنة منها بعد الحصول على شهادة الاعتماد، كما أن الاتفاقيات على المدى الطويل مع شركة جالف كرايو ستدعم الإستراتيجيات لتحقيق الاستدامة، والخططنا الطموحة في سوق الأسمدة، والتعاون مع جالف كرايو بهدف الاستفادة من خبرتهم على إزالة الكربون من عمليات إنتاج الأسمدة بكميات أكبر للمساهمة في تحقيق الحياد الصفري وتعزيز المنتجات في القطاع الزراعي.