(1)
… بعد تردد دام سنوات، وغياب باعدته بيننا عقود من الزمن قررت أن أتوجه؛ لأعانق قلب محبوبتي «الرياض» التي طالما أنشدتها جل قصائدي وروائع أشعاري فخصصت لها أول ديوان صدر لي «الرياض العشق الأول»..
(2)
توجهت بصحبة الحبيب القريب إلى قلبي وعقلي ابن أخي الأستاذ محمد بن عبدالله الخنين، وفي صباح يوم جميل ومرور بشوارع بعضها مغلق بالكتل الخرسانية؛ حيث يتم العمل على تطويرها، والدخول في بعض الأحياء القديمة التي اختلطت بالسيارات والمحلات وبعض المباني المهدمة وكم كانت تلك الأحياء والشوارع الصغيرة مصدر أنسنا وسعادتنا!
(3)
وصلنا إلى وسط المدينة الشامخة شموخ أوابدها، ومآذنها، وقلاعها.. حيث عرين أسودها ووثوب نسورها.. ومن منا لا يقف في هذا المكان فيستعيد سيرة الملك المؤسس الإمام عبد العزيز - رحمه الله- ومن بعده أبناؤه الملوك البررة..! حيث تمضي مراحل البناء والتشييد لتصل إلى عهد فارسها «سلمانها» الذي حملها في عقله ووجدانه في فترات من التاريخ.. لتنتقل في عهده الزاهر
إلى مقدمة المدن الحديثة: جغرافياً، وبيئة وسكاناً وخدمات، ويجري وضع الخطط والبرامج وتنفيذها لتكون المدينة الأرقى والأبهى في نهضة عملاقة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً بين المدن يقودها الرجل التاريخي الشجاع «ولي العهد وحافظ العهد محمد بن سلمان.
(4)
وننطلق من ساحة الصفاة ومقر قصر الحكم إلى العديد من الشوارع والأحياء العتيقة: شارع الثميري وحي «الدحو» الذي يعمل على إعداده ليكون حياً يحاكي أحياء الماضي ويبدو أنه يسير ببطء شديد.. ولقد لفت نظري إقامة بعض المباني في ساحة الصفاة مما أفقدها بهاءها ورحابتها وهيبتها وكذا السماح للسيارات الصغيرة بالدخول إلى شارع الثميري والوقوف على جانبه مما جعل الحركة فيه مقيدة وأفقد الشارع وقاره.
(5)
ولعل ما أحزنني وشد انتباهي اقتلاع حديقة البلدية ذات البناء، والتاريخ العريق والواقعة جنوب طريق الملك فيصل ليحل محلها مبان خرسانية سرقت جمال معلم تاريخي له في نفوس من عاشوا تلك الحقبة مكانة أثيرة.. وإذا كانت الحدائق من أهم ما تجمل به المدن فكيف يقضى على حديقة هي عمر الرياض وجماله في الماضي والحاضر..! ليتها تعود..
كيف..؟!
** **
خالد الخنين - الرياض
البريد الإلكتروني: k-alkhonin@hotmail.com