عبد الله سليمان الطليان
هل أنت غبي؟ سؤال استفزازي عندما يوجه إليك قد يثير في داخلك الضيق والضجر والانفعال أحياناً، ولكن لماذا طرح عليك السؤال؟ ماهي المشكلة التي وقعت فيها حتى وصمت بهذا، هناك الكثير من المواقف والأحداث تمر علينا، نجد فيها التوبيخ أحياناً على قلة الفطنة والذكاء في التعامل مع تلك المواقف من قبل أشخاص ذوي ثقافات مختلفة في مستوى التعليم بين متقدم أو بسيط، والتي تختلف في تقيمها للموقف أو الحدث، التي أجد أن القارئ في شغف إلى معرفته.
نقول هناك أمور كثيرة في حياتنا، ولكن لنأخذ الأمر الذي هو الأكثر احتكاكاً بين الناس وهو في مسألة الشراء والبيع بشكل عام, الذي يتداول فيه الناس فيما بينهم بشكل كبير هذه العبارة ( لعبوا عليك, أو ضحكوا عليك) هذه العبارة سوف نجدها مثاراً للتندر والسخرية والتقريع لشخصية ما في مجلس أو لقاء عندما يتناول الموقف الذي وقعت فيه من حيث تمرير بضاعة رديئة وغير أصلية ولا تستحق القيمة أو السعر الذي دفعته لها.
ولكن هل حقاً أنت غبي, نقول أبداً لم تكن غبياً على الإطلاق, بل أنت وقعت ضحية لمن يعتبر الغش والحيلة شطارة ومهارة وحذقاً في التجارة. استغل جهلك وعدم درايتك بالبضاعة التي تريد أن تشتريها, والتي يمكن أن تكون مقلدة ومغشوشة، وهذا ما يطالعنا يوماً بعد يوماً في وسائل قنوات التواصل الاجتماعي من قبل مراقبي وزارة التجارة, الأمر السيىء والمخجل هو أن من يرتكب الغش والتحايل أحياناً يتفاخر بهذا، والأمر لم يتوقف عند هذا, بل ويعطي دروساً وأفكاراً لغيره من التجار الذين يتعامل معهم وهم في مستوى تجارته الضخمة, أما صغار التجار فيكونون أحياناً عرضة للابتزاز من قبل صاحب التجارة المسيطرة على السوق ولها نفوذ قوي داخله، فيجبرون على مسايرة صاحب هذه التجارة في كافة تصرفاته وإلا سوف يتلقون مضايقة لتجارتهم وتعريضها للكساد أو البوار أحياناً.
أخيراً :
نقول إن الله خلق الناس بعقول متباينة في مستوى التفكير والقدرات العقلية، لكي يكون هناك تعاون وتبادل للمنافع بينهم في شؤون حياتهم، وليس من أجل الاستغلال والغش، الذي جعل كلمة الغباء التي أوجدناها تغتال معنى الأمانة والصدق والنزاهة في تجارتنا التي يحض عليها ديننا العظيم.