خالد بن حمد المالك
كانت المملكة، هي الدولة الأبرز حضورياً في مؤتمر قمة التغير المناخي، وكان محمد بن سلمان هو الشخصية القيادية اللافتة في المؤتمر، ولم يأتِ ذلك من فراغ، فالمملكة ورئيس وفدها كانا فاعلين في المؤتمر، وكانا مؤثرين بالمبادرات التي كانت حديث المجتمعين.
* *
فمبادرة السعودية الخضراء، بمثابة التأكيد على إسهامات المملكة الفعّالة في مجال العمل المناخي، والتزاماً مع شعارها (من الطموح إلى العمل) أي أننا أمام رحلة الانتقال الأخضر للمملكة، بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية، ومصادر الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين النظيف، وتنمية الاقتصاد الدائري للكربون، فضلاً عن التشجير، وحماية البيئة الطبيعية في المملكة.
* *
المملكة أقامت في شرم الشيخ على هامش المؤتمر معرضاً جاذباً يوضح الخطط والبرامج والمبادرات السعودية، وفيه يتم استعراض نطاق ووتيرة الحراك المناخي في المملكة، ويمكّن الزائرين للمعرض من اكتشاف تنوع وأهمية المبادرات المنفذة حالياً في مختلف أرجاء المملكة، بدءاً من إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين النظيف على مستوى العالم في نيوم، وصولاً إلى العمل على إعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض في المملكة.
* *
وفي لقاءين للوفد الإعلامي المرافق لسمو ولي العهد، الأول مع وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والثاني مع وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، كنا أمام معلومات غاية في الأهمية عن دور المملكة الاستباقي في مواجهة التصحر والتغير المناخي، وقناعتها بما يشكله التغير المناخي من خطورة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، وقلة الأمطار، والتصرف الجائر في التعامل مع أشجار الغابات والحياة الفطرية.
* *
وإلى جانب مبادرة السعودية الخضراء، كانت هناك النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، حيث تزامن انعقادها مع انعقاد قمة قادة العالم في مؤتمر (كوب 27) في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وكان من ضمن التأكيد على أهميتها أنها عقدت تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتعد هذه المبادرة أول تحالف من نوعه في المنطقة، كان قد تبنّاه الأمير محمد بن سلمان بهدف التخفيف من تأثير تغير المناخ.
* *
في مؤتمر التغير المناخي بشرم الشيخ كما في المؤتمرات السابقة يتحدث المشاركون عن مشاعر، يصفون الحالة، ويتحدثون عن خطورتها، لكن الحلول تبدو غائبة في كثير من الأحيان، لكن المملكة أتت إلى (كوب 27) بأفعال وأعمال نفذت، واقتراحات تصب في مكافحة آثار التغير المناخي، وكان مثيراً للانتباه أن مقترحات سمو ولي العهد تنطلق من تشخيص للمشكلة، واقتراح للمعالجات، ثم آلية التنفيذ، وهو ما سارت عليه المملكة، وتتطلع إلى مشاركة الدول الأخرى بمبادرات تعزز القراءة السعودية لهذه المشكلة.
* *
المملكة قدمت تجاربها للمجتمعين، وأسهمت بتقديم أفكارها للمؤتمر من خلال خبرائها والقيادات المعنية بمشكلة تغير المناخ، وضمن هذه الأسماء التي تحدثت عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، والمبعوث لشؤون المناخ الوزير عادل الجبير، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد الرشيد، والمستشار في الديوان الملكي المهندس إبراهيم السلطان، والرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم المهندس نظمي النصر، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان.
* *
وبحسب ما تم الإعلان عنه، فهناك برامج جديدة سوف تساهم في تسريع وتيرة العمل المناخي في المنطقة، فمبادرة الشرق الأوسط الأخضر تقدم خارطة طريق طموحة وواضحة للعمل المناخي الإقليمي لمواجهة تبعات تغير المناخ على دول المنطقة، إلى جانب أنها تخلق فرصاً اقتصادية ضخمة في المنطقة، كما ستؤدي التنمية المستدامة الناجمة عنها إلى دفع عجلة التنوع الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في عموم المنطقة، وفقاً لما تم شرحه وإيضاحه عن هذه المبادرة.
* *
ومن المهم التذكير بأن المناطق الممثلة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2021 تم تحديدها بدول مجلس التعاون الخليجي، الشرق، جنوب آسيا، إفريقيا، أوروبا، أمريكا الجنوبية، أمريكا الشمالية، وكذلك المنظمات الدولية التي شاركت في قمة 2021 وهي الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، أي أننا أمام فرصة كبيرة وواسعة لمواجهة تحدي التغير المناخي بمشاركة الجميع في تحمل مسؤولياتهم.