خالد بن حمد المالك
تتحرك المملكة ومن عدة مسارات لمكافحة التغير المناخي، وهناك مجموعة من المشروعات التي تصب في هذا الاتجاه، ما جعل المملكة واحدة من الدول المهمة التي وضعت برامج في مواجهة تحديات التغير المناخي، وأسهمت مع غيرها من الدول في التعامل مع خطورة الوضع المناخي غير المستقر بإجراءات فاعلة للحد من خطورته.
* *
فوزارة الطاقة في المملكة على سبيل المثال تعمل على 15 مشروعاً للطاقة المتجددة، منها 14 مشروعاً للطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومشروع لطاقة الرياح، بطاقة إجمالية تبلغ 701 ميجاواط، وقد تم تشغيل مشروعين من هذه المشروعات هما مشروع سكاكا للطاقة الشمسية، ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح.
* *
وهناك محطة تحلية مياه الخفجي التي تعد من أهم المشروعات القائمة بالمملكة التي تحقق مبدأ التحول إلى الطاقة المستدامة، وهي الأولى عالمياً في استخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه، كما أنها تسهم في إزالة 10 آلاف برميل من البترول و12 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
* *
والمملكة لا تقف مبادراتها عند ذلك، فقد عملت من خلال المركز السعودي «كفاءة الطاقة» على إصدار العديد من السياسات، وتنفيذ عدد من المبادرات التي أسهمت في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في قطاعات الصناعة والنقل البري والمباني، حيث قدر الوفر المحقق في سنة 2020م بـ 357 ألف برميل نفط مكافئ يومياً.
* *
كما أن المملكة التي تمتلك أكبر شبكة كهربائية في الشرق الأوسط، أمامها فرصة لتكون مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة الكهربائية، والتعاون مع غيرها في تنفيذ مشروعات قطاع الكهرباء بالمملكة، بما في ذلك مشروعات التوليد، ومشروعات النقل والتوزيع، والربط الكهربائي مع الدول الأخرى.
* *
ومع كل هذا، فالمملكة رائدة العالم في إنتاج البترول بكثافة كربونية تعد من الأقل على مستوى العالم، وذلك بهدف تحقيق مستقبل طاقة مستدام للأجيال القادمة، وهي كذلك تتبوأ مكانة مثالية لقيادة سوق الهيدروجين النظيف في المستقبل.
* *
وستكون المملكة على موعد عام 2026م ليكون لديها أكبر مصنع إنتاج على نطاق المرافق في العالم يستخدم طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين النظيف، بل وبحلول عام 2030م ستصبح المملكة أكبر مزود للهيدروجين في العالم بإنتاج 4 ملايين طن سنوياً.
* *
هذه هي المملكة، وهذه بعض مبادراتها، الدولة التي صدرت في عام 2020م أول شحنة تجارية من الهيدروجين إلى اليابان في شكل أمونيا زرقاء، دعماً لبرنامجها للطاقة النظيفة، وتعمل على أن تكون لها تأثيرها في قضية مواجهة أزمة التغير المناخي، بما ينسجم مع الثقة فيها بوصفها إحدى دول مجموعة العشرين.
* *
ولكيلا نذهب بعيداً علينا أن نتذكر مبادرة (الشرق الأوسط الأخضر)، ومبادرة (السعودية الخضراء)، وكلها من بنات أفكار ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، وأن سموه أحرص ما يكون على مواجهة تحديات التغير المناخي بالعمل والجهد والدعم والأفكار البناءة.
* *
لهذا ستظل المملكة واجهة لتلقي الأفكار منها، والاستفادة من مبادراتها، وأن هناك مصلحة للتعاون معها، وما أشرنا إليه من مبادرات هي على سبيل المثال، وقد اعتمدنا في المعلومات والأرقام على بيانات رسمية معتمدة وفقاً للواقع، للتأكيد على أن دولتنا ليست هامشية، ولا هي خارج سباق التأثير في مستقبل العالم، وحياة الناس، والتحضير لمستقبل الأجيال القادمة.