د.شامان حامد
لا تزال القرارات التبعية للعصفور الأزرق كبيرة وقائمة، لإيجاد توازن صعب. فبعد شهور من عدم اليقين والتهديدات القانونية، اشترى إيلون ماسك رسميًّا العصفور بقفصه التويتري بمبلغ 44 مليار دولار، لينفش عن ريشه المزعور غبار أعوام سبقت، فهل سُيحرر العصفور أم لا يزال بريشه, (الموظفون والجمهور) في حيرة من أمرهم بشأن ما يُخطط لفعله الأفعى مالكهُ الآن، ليُثير حالة من الفوضى مع تعهده بإطلاق سراح المستخدمين الموقوفين من «سجن تويتر»، الذي يتناسى رئيسه الجديد أمرين في أساسيات شركته الخاصة، محاولاً بالفعل إبعاد نفسه عن القرار المصيري للجميع، وكأنه في مقعد السائق، ليكون قادرًا وهو بعيد على توجيه الانتقادات إلى تويتر دون الاضطرار إلى إدارة النشاط التجاري (الذي يعتمد على المعلنين الذين لا يريدون أن تكون علاماتهم التجارية قريبة من خطاب الكراهية) وسن سياسات فعلية.
الأمر الآخر العمل على تشكيل تويتر مجلس إشراف على المحتوى، حيث إن للمنصة بالفعل مجلسًا للسياسات، مكونًا من «مجموعة من المنظمات الخبيرة المُستقلة من جميع أنحاء العالم من أجل الدفاع عن السلامة وتقديم المشورة أثناء تطوير المنتج والبرامج والقواعد»، والسؤال كيف سيتم ذلك النجاح أو التوازن وكُل الأسرار عند الرئيس التنفيذي للموقع باراغ أغراوال ومديرين تنفيذيين آخرين قام ماسك بإقالتهم؟.
حينما نشر تغريدة تتضمن مقطع فيديو يظهر فيه مبتسما بينما يحمل «مغسلة» كبيرة، قبل إتمام صفقة الشراء.
لقد قال إنه سيدير تويتر بطريقة أقرب إلى الحكم المطلق لحرية التعبير، فكيف سيتمم الأمر عملياً، إلا إذا فشل ونجح كرجل أعمال أو في ثياب جامع أموال؟ في هيئة لصفع المستخدمين بإجراءات عقابية، أو فرض رقابة فعالة على الجمهور الذي سيمل ويترك العصفور ليموت رويداً رويداً، بعد أن تمتصهُ الأفعى، التي ستجد نفسها في مأزق صعب، فقد حُكي عن أفعى دخلت ورشة نجار بعد أن غادرها فرأت منشاراً فمرت بجسمها فوق المنشار مما أدى إلى جرحها جرحًا بسيطًا فارتبكت الأفعى وكردة فعل قام بعض المنشار محاولًا لدغه، فسال الدمُ حول فمها ولم تُدرك ما يحدث معتقدة أن المنشار يُهاجمها، وحين رأى نفسه ميتًا لا محالة، قرر أن يقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، فالتف بكامل جسده حول المنشار محاولًا عصره، فمات، ليستيقظ النجار واجدًا المنشار وبجانبه أفعى ميتة، لا لسبب إلا لطيشها وغضبها.. فهل سنرى ذلك في قصص تويتر الحانقة؟ لندرك بعد فوات الأوان أننا لا نجرح إلا أنفسنا بالحياة، فليس هناك يد ثابتة على دفة القيادة.