علي الخزيم
استقبل المجتمع السعودي لا سيما المهتمون بالأغذية بكل ارتياح صدور قرار مجلس الوزراء السعودي بجلسته المنعقدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر الجاري بتسمية اليوم الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام بـ(يوم الغذاء العضوي)؛ وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من كافة المواطنين بالمملكة لثقتهم بأن القيادة الرشيدة - أيَّدها الله - تسعى دوماً لتوفير كل ما يُحسِّن صحة المواطن ويرفع من وعيه بأهمية حياته الصحية السليمة وجودة الحياة المطردة للأسرة السعودية، كما أن هذا القرار يَصُب بمرتكزات اهتمام الجمعية السعودية للزراعة العضوية، فكان تخصيص هذا اليوم من كل عام عاملاً مهماً لتذكير المواطنين بأهمية الغِذاء العضوي وفوائده الصحية العديدة لجسم الإنسان ونشاطه وسلامته وتفاعله اليومي.
ويُعد الغِذاء العضوي أكثر الأغذية الصحية لجسم الإنسان نظراً لخلوه من أي أسمدة زراعية أو مبيدات حشرية أو إضافات للأعلاف الحيوانية ما يجعله الخيار الأفضل للمستهلك مقارنة بالخضراوات والفواكه والأطعمة التي يُستخدم لها بعض الأسمدة والمبيدات ذات العناصر الكيمائية حتى وإن كان نسبياً أعلى سعراً، فحين تشاهد على أرفف بعض المتاجر أو البقالات وقد كتب أمام بعض الأطعمة والعبوات والمعلبات إشارة (أغذية عضوية) فقد تتساءل عن اختلاف هذه عن تلك؟ عندها من المهم أن نعرف أنه لا يُسمح نظاماً للمنتجين بمجال الزراعة العضوية استخدام طرق غير المواد البيولوجية للتخصيب وحماية المحاصيل؛ لذلك يكون المُستَخدَم الأساس هو السماد الطبيعي (العضوي) أو الأسمدة الاصطناعية العضوية الخاصة، ومن ثم مكافحة الآفات والحشرات المُضرة بالمزروعات والشجيرات بطرق سليمة كالفِخَاخ والأعداء الطبيعية لكل الحشرات والقوارض ونحوها، ونظراً لأن مثل هذه الأساليب تتطلب جهداً وتكلفة أعلى نسبياً من غيرها؛ ستجد أن أسعار منتجات هذه الطرق أعلى بقليل من منتجات مزروعات الأسمدة الكيماوية.
ويختلف هذا اليوم عن (يوم الغذاء العالمي) وإن اشتركا ببعض الأهداف والغايات؛ ويشاركهما أيضاً (اليوم العالمي لسلامة الغذاء)؛ فتكمن أهمية يوم الغذاء العالمي بتنشيط وتعزيز الوعي العالمي لاتخاذ إجراءات وتدابير لدعم ومساعدة كل الفئات التي تعاني من الفقر أو نقص الغذاء عبر العالم، ولتكثيف جهود كل المنظمات والهيئات والحكومات لتحقيق الاكتفاء الغذائي للمحتاجين إليه، كما أنه يُذكِّر الجميع لتجديد الالتزام بالتنمية المستدامة والقضاء على الجوع بحلول تاريخ سبق تحديده لتحقيق هذا الهدف الجليل، أمّا اليوم العالمي لسلامة الغذاء فيهدف لجلب الانتباه وتكثيف العمل وتجديد أساليبه للمساعدة لبلوغ أهداف مرسومة (للوقاية من المخاطر المنقولة بالأغذية والكشف عنها وإدارتها) مساهمة بالأمن الغذائي وتعزيز صحة الإنسان وازدهار الاقتصاد والزراعة كجزء من التنمية الشاملة المستدامة، وأعود للتأكيد - استخلاصاً من رأي المختصين - بأن الزراعة العضوية ليست بالأمر السهل غير أنها وإن كانت أكثر تكلفة إلا أنها أكثر ربحية للمزارعين؛ والأنسب لصحة الإنسان المستهلك، وهذا المعيار الأخير هو ما تنشده قيادتنا والجهات المُختصة بمملكة العزم والإنسانية لصالح المواطن والمقيم، ولهذا كان القرار من هرم القيادة أعزها الله سبحانه.