منيرة الخميري
أنا امرأة أهتم جداً بتفاصيل الشارع، بنوع الشجرة المزروعة إلى ديكور ولون إنارة الشارع لذلك الرصيف الذي يحمل أقدام المشاة، لهذا المسار الذي يعبر به الدراجي إلى الغطاء النباتي الذي يضفي على المكان تغذية بصرية وراحة نفسية، إلى الحدائق التي تتنفس بعيداً عن القيود، إلى تلك المحلات التي تضفي جمالاً في مداخلها لتلك التي أعمت عيوننا بالتشوه البصري.
تستوقفني المجمسات التي تحول الشوارع إلى تحفة فنية وتقدم رسالة تربوية وتظهر للنشء صورًا عن بطولات هذه الدولة العظيمة.
يسعدني ذلك الصباح الذي أجد فيه لافتة من البلدية على سيارتي تحمل عبارة «نأسف على إزعاجكم» لألتقط لها صورة وابثها بتغريدة أو أطلق سنابة أقول فيها «إزعاجكم راحة في سبيل التنمية» و»صباح التنمية».
نعم كل ما يقدم في سبيل التنمية هو راحة عندما نقرأ المشهد بصورة مستقبلية لنا ولأبنائنا.
أكتب في منصة تويتر عبر حسابي الرسمي مثلي مثل غيري من المهتمات عن الاحتياجات والطموح والإشادة عن كل برنامج أو مبادرة تطلقها الدولة فيما يخص آنسنة المدن أو السعودية الخضراء.. إلخ من تلك المبادرات التي نسعد بها بين الحين والآخر في برامج جودة الحياة وأنسنة المدن وغيرها تمهيداً لطريق نحو مستقبل مستدام.
وكان الطموح أن يكون هناك لجانًا مفعلة لتحسين المدن يكون للمرأة دور في إضفاء طابع جمالي على مدينتها بحكم أن المرأة تهتم بالتفاصيل التي تضفي على كل مكان أناقة وجمالاً واستدامة.
صحيت ذات يوم وطلبت من مدير مكتب رئيس البلدية مقابلة الرئيس وكنت أحمل في جعبتي الكثير كامرأة مهتمة بالشأن السياحي وفي ملف أنسنة المدن وجودة الحياة والغطاء النباتي وكقائدة لفريق مشاة، وأعطاني مدير المكتب موعدًا للمقابلة.
في الساعة الواحدة ظهراً دخلت بسيارتي مقر البلدية وتوجهت نحو المواقف، ركنت السيارة بينما حارس الأمن يحدثني من بعيد يطلب مني شيئًا لم أسمعه فاقترب بكل ذوق وقال عفواً ممكن تضبطين الموقف لأنك آخذه موقفًا لسيارتين، كنت مستعجلة أخشى من تبعثر الأفكار المرتبة!
قلت للحارس أبشر وعدلت الموقف وحملت أوراقي وعيناي باتجاه البرج الذي يُبنى، تشدني الأماكن الشاهقة ارتفاعاً،
دخلت الصالة الرئيسية كل شيء يبدو أنيقاً وهادئاً وأحواض الزرع الموزعة بطريقة أنيقة لفتت انتباهي.
مكتب الرئيس بالدور الثاني وخلال صعودي الدرج رجعت بي الذاكرة للوراء قبل كم من السنوات عندما تقدمت أنا ومجموعة من السيدات لانتخابات المجلس البلدي.
كانت تجربة قوية نهنئ أنفسنا عليها وأن لم يحالف الحظ أي وحدة من نون النسوة!
كنت أُحدّث نفسي وأنا أقترب من مكتب الرئيس.
ماذا لو استمرت المجالس البلدية حتى الوقت الحالي هل سيكون لنا نصيب من الكراسي نتحدث من خلالها ونطرح أفكارنا ومقترحاتنا ويشارك صوتنا بالتنمية أم سنظل نتحدث من بعيد قد تسمع مشاركاتنا وقد لا تقرأ أصلاً.
يزعجنا جميعاً وكثيراً موضوع أنك تأخذ موعدًا مع مسؤول الساعة الواحدة وتدخل الساعة الثانية!
ما حدث في البلدية أني تأخرت ثانية على موعدي مع الرئيس والذي كان ينتظرني بالموعد المحدد.
شكراً مهندس فارس القحطاني والذي كان مستمعًا جيدًا لأجندة من الاحتياجات والآراء والمقترحات في مجال السياحة وجودة الحياة والغطاء النباتي وأنسنة المدن وكان متفاعلاً مع أجندتي.
***
عُنيزة متميزة بشوارعها ونظافتها وتخطيطها فيها أريحية لسكانها وزوارها وهذه ميزة تجعل منها مقصدًا لطالبي الهدوء والاسترخاء.
عُنيزة جزء من الوطن والوطن ما زال لديه طموح ما زال يتقدم بالآراء والمقترحات بالمواطنة وكل يوم تشرق فيه شمس التنمية نمضي خطوات متسارعة نحو العالمية هو طموح لا يقف ولن يقف في ظل قيادة «ملهمة» لوطن حالم.