عبد العزيز الهدلق
في كل مرة يتأهل فيها منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم تبدأ المقارنات بين المشاركات والأجيال التي مثلت الأخضر. وبالتأكيد أن مشاركة 94 هي الأفضل من حيث النتائج حتى الآن من بين خمس مشاركات، ولكنها لا تعني المنتخب الأفضل من حيث العناصر والمستوى الفني. فظروف تلك المشاركة ساهمت في تحقيق منتخبنا تلك النتائج والتأهل لدور الـ 16 في البطولة.
ففي مونديال أمريكا 94 لعب منتخبنا أولاً أمام هولندا وخسر 1 /2، ثم كسب المغرب 2 /1، وكسب بلجيكا 1 /0. وهذه المنتخبات التي قابلها الأخضر لم تكن في ذلك المونديال في أحسن حالاتها الفنية. وبالأخص المنتخب البلجيكي الذي كان في ذلك العام متواضعاً جداً. أما منتخب المغرب فقد حبس أنفاسنا أغلب دقائق المباراة ولكن الحظ والتوفيق ابتسم لنا فخرجنا فائزين. وجاءت المباراة الأخيرة في المونديال في دور الـ 16 أمام السويد الذي كان كما هو الآن من منتخبات الوسط الأوروبي فخسرنا أمامه 1 /3. وقد يغضب البعض من رأيي هذا على اعتبار أن تلك النسخة قد رسخت في أذهان الكثيرين بأنها الأفضل، وأن عناصر المنتخب هم الأفضل في تاريخ المنتخب والمشاركات المونديالية، وفي رأيي أن ذلك غير صحيح.
نعم هي المشاركة الأفضل من حيث النتائج، ولكنها لم تكن الأفضل من حيث العناصر. ففي كل مشاركة مونديالية للأخضر كان منتخبنا يضم عناصر مميزة، وعناصر دون ذلك. ولكن ليس هناك المنتخب الذي يمكن أن نقول إنه الأفضل عناصرَ من البقية على الإطلاق. ففي منتخب 94 كانت هناك عناصر عادية جداً، ولم تستمر طويلاً مع المنتخب. كما أن هناك عناصر شاركت بالواسطة والترشيح (وهذا مذكور على لسان الكثير من اللاعبين)، وهناك عناصر شاركت تكريماً لها، بما يشبه مكافأة نهاية الخدمة.
والذي أريد أن أصل له أن لا نجلد منتخبنا الوطني في كل مرة يتأهل فيها لكأس العالم ونقلل من قيمة اللاعبين الذين يمثلونه بالقول إن لاعبي منتخب 94 لا يمكن تكرارهم، ولن تكونوا مثلهم. ولا يجب أن نصنع هالات حول تلك العناصر، ونضخمهم كأسماء. فهم مثل غيرهم من الأجيال فيهم الجيد والمميز وفيهم دون ذلك. ولكن من حسن حظ ذلك الجيل أن التوفيق ساعده في تحقيق نتائج جيدة، وأنه قابل منتخبات كانت في أسوأ أحوالها الفنية مثل بلجيكا. ففي منتخب 98 عناصر أفضل من بعض عناصر 94، وكذلك في 2002، وأيضاً في 2006. ولكن من حسن حظ منتخب 94 أنه حقق النتائج الأفضل للعوامل السابق ذكرها. وللمعلومية فمنتخب 94 خسر في آخر مباراة تجريبية له قبل مشاركته في المونديال من اليونان غير المتأهل لكأس العالم 0 /5.
وحتى منتخبنا الحالي المشارك في مونديال قطر 2022 ففيه عناصر أفضل بكثير من عناصر منتخب 94 في مراكزها، وأخص بالذكر سعود عبدالحميد، وسلمان الفرج، وسالم الدوسري.
ولو نال المنتخب الحالي شيئاً من حظ وتوفيق منتخب 94 لوضعته القرعة في المجموعة الثانية في المونديال مع منتخبات إنجلترا وأمريكا وويلز. بدلاً عن إيران، وأصبح تأهله للدور الثاني ممكناً جداً.
زوايا ...
** لا يبدو منتخبنا مستعداً للمشاركة في المونديال بما فيه الكفاية. فحتى المباراة الاستعدادية الأخيرة والمنتخب يعاني من غيابات وإصابات.
** النجاح الكبير الذي حققته دورة الألعاب السعودية في نسختها جعل الجميع يتطلع لنسخة ثانية قريبة جداً، فالدورة حققت أهدافها بشكل كبير. وأهمها أنها جذبت أنظار واهتمام قطاع واسع من المتابعين لمنافساتها بشكل غير مسبوق.
** الأصوات التي تنتقد المنتخب في كل أحواله، وتنتقد المدرب في كل اختياراته، وتنتقد اللاعبين مهما أجادوا، لا يجب الالتفات لها أو وضع قيمة لها أو اعتبار. فأمثال هؤلاء تجاهلهم هو علاجهم.
** عودة محمد كنو وعبدالإله المالكي لصفوف المنتخب منح العمق الدفاعي للأخضر قوة ومتانة واطمئناناً. وهي عودة جاءت في الوقت المناسب.