د.مساعد بن سعيد
(1)
نحو سمو الهدف وعلو الشغف
بقمة مستحقة وريادة شامخة
لا يكاد يمر يوم إلا وإنجاز هنا وإعجاز هناك، وبينهما مؤتمرات تقام، ومشاريع تعلن، وقمم سامية واتفاقيات نافعة في كافة المجالات، حراك شامل ووعي كامل بقيادة حكيمة رشيدة يقودها سلمان الحزم والعزم ومتابعة وتوجيهات وأفكار ورؤى الملهم وعراب الحاضر والمستقبل محمد بن سلمان.
فتحت شعار: وطن يصنع، جاءت الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الريادة العالمية في مجموعة من السلع المختارة والاستثمار في التقنيات الجديدة الواعدة، وقيادة التكامل الإقليمي الصناعي لسلاسل القيمة، والاستفادة من مواطن القوة في الاقتصاد السعودي إضافة لزيادة المرونة الصناعية لضمان استمرارية الوصول للسلع المهمة من أجل رفاهية المواطن، واستمرارية النشاط الاقتصادي، تلك الاستراتيجة الوطنية للصناعة التي أطلقها ولي العهد ستعزز مكانة القطاع الصناعي في المملكة لنصل إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار، ولنصدر منتجات عالية التقنية إلى العالم أجمع، ولنساهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية.
كما تسهم هذه الاستراتيجية في رفع الناتج المحلي إلى 900 مليار ريال والصادرات غير النفطية إلى 560 مليار ريال.
كما تستهدف حجم استثمارات يصل إلى 12.4 تريليون ريال بحلول 2030 يشكّل القطاع الصناعي منها حوالي 1.7 تريليون ريال.
كما يأتي إطلاق تلك الإستراتيجية متوائمًا مع التوجهات العالمية في القطاع مثل الثورة الصناعية الرابعة ومستهدفات المملكة والمزايا التنافسية التي تتمتع بها المتمثلة في الموقع الجغرافي ووفرة الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والقدرات البشرية والقوة الشرائية والسياسات النقدية المستقرة.
(2)
ونحو مملكة خضراء فقد مضى عام من انطلاقة مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر الهادفة للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ وتعزيز التنوع الحيوي والانتقال نحو الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الصفري لمكافحة التغير المناخي والإسهام في تنمية الاقتصاد الأخضر وتتويجًا لتلك الجهود التي قادها ولي العهد تقدمت المملكة عشرة مراكز في مؤشر المستقبل الأخضر.
وهاهي نسختها الثانية تقام في شرم الشيخ تحت شعار (من الطموح إلى العمل) بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، ويجسد تنظيم منتدى ومعرض مبادرة السعودية الخضراء ضمن فعاليات مؤتمر كوب 27 التزام المملكة بالتعاون لبناء مستقبل أكثر خضرة للجميع. كما أن استمرار مناقشة الأهداف المحددة في إطار مبادرة السعودية الخضراء ما هو إلا تأكيد إضافي على التزام المملكة بتحقيق هدف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060 بما يتماشى مع خطط التنويع الاقتصادي والتنمية في المملكة.
تلك المبادرات والجهود تؤكد على أن المملكة واحدة من أهم دول العالم التي تقود ملف المناخ والحياد الصفري في العالم، وأنها مصممة على إحداث تأثير عالمي ودائم في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، وتسهم في تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر وبناء مستقبل أكثر استدامة.
(3)
وجاء إطلاق ولي العهد قبل أيام لشركة سير أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية ووفقًا لأهداف الرؤية وبما يتسق مع أهداف المملكة الخضراء في تخفيض انبعاثات الكربون والمحافظة على البيئة تعزيزًا للتنمية المستدامة، ولما لذلك من آثار اقتصادية منها: الإسهام في جذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما يساهم بأكثر من 30 مليار ريال في الناتج المحلي بشكل مباشر إضافة لتوفير الفرص الوظيفية.
إن إطلاق شركة سير لا يهدف إلى بناء علامة تجارية للسيارات في المملكة فحسب، بل يدعم تمكين قطاعات استراتيجية متعددة تدعم تطوير المنظومة الصناعية الوطنية.
- وهنا حيث روعة الحرف وأمانة الكلمة وفي كل حوار أو محفل محلي أو ملتقى دولي ما أردد عبارتي الوطنية من أعماق قلبي النابض بحب وطني وقيادتي وشعبي: وَطَنِي نَكْتُبُكِ بِدَمِ إِحْسَاسِنَا وَنَذُودُ عَنْكَ حِقْد الحَاقِدَيْنِ والطامعين وَالجَاهِلِينَ لِتبْقَى رَمْزًا للسلام بعون الله ودام عزك موطني.