أحمد المغلوث
سبق وغردت مرات عدة في السنوات الماضية في حسابي بتويتر عن ظاهرة بعض التغريدات التي رأيتها وغيري غير مناسبة البتة للتغريد بها في هذه الوسيلة العالمية التي حظيت بانتشار خرافي. والقارئ العزيز يعرف جيدًا ليس كل ما يفكر فيه المرء قابلاً للنشر كما تفعل الصحافة في بلادنا وغير بلادنا، بل إن مقص الرقيب في بعض الدول حاد جدًا. وكم من وسيلة إعلامية في العالم تم إيقافها لصراحتها غير المقبولة والمرفوضة، ليس من النظام فحسب ولكن حتى من العامة. ومع هذا نجد ملايين من عشاق «التواصل الاجتماعي» يحتفي بعضهم بما يُكتب وينشر في هذا التواصل احتفاءهم بضيف عزيز. وكما يقول نقاد الأدب والفنون العبارة أو اللوحة أو حتى الصورة التي لا تحرك عقلي لا خير فيها ولا فائدة منها ترجى، والعكس صحيح هناك ملايين من المغردين والكتاب والمبدعين الذين يمارسون فعلهم الإيجابي والمؤثر من خلال ما ينشرونه في حسباتهم المختلفة في تويتر أو الواتساب أو انستغرام أو حتى داخل مواقعهم الخاصة لسبب بسيط كون ما يكتبونه أو ينشرونه ثرية بالأفكار والمقولات الإيجابية والمحببة والمثيرة للمتعة، وبالتالي تجدها سرعان ما تنتشر، وهناك من يعيدها في حسابه ويحولها لمعارفه ومتابعيه في هذا العالم الرقمي الواسع. ومع تملك (ايلون ماسك) لتويتر راح مئات الملايين يضعون أيديهم البعض على قلوبهم تخوفًا من أن تكون سياسته مع فريق العمل الذين يديرون هذا الموقع العالمي سوف تكون مختلة. لذلك لا يمكن لعشاقه أن يتوقفوا عن التعامل معه حتى لو كان هناك مبلغ رمزي يدفع كاشتراك. لقد استطاع هذا الموقع ومنذ بدايته عام 2006م أن استقطب خلال أسابيع 5 ملايين واليوم مئات الملايين يتزايدون يومًا بعد يوم. ومع أن انسحاب بعض الشركات المعلنة فيه مؤخرًا ومع تملك مستر ماسك هذا الموقع أعلن أن الذي يريد الاشتراك في الموقع يتطلب عليه دفع مبلغ «8» دولار. ولا أعتقد أن المدمن على «تويتر» يستطيع الانسحاب منه أو الاستغناء عنه من أجل دولارات معدودة، إنه يدفع يوميًا أكثر من ذلك من أجل كوب قهوة لعلامة شهيرة، فكيف لا يدفع للملياردير ماسك هذا المبلغ الذي يعتبره البعض أقل مما يعطيه بعضهم لعمال المقاهي أو المطاعم والكافتريهات كبقشيش.. هذا ليس مهمًا بقدر أهمية أن تكون في الإدارة «التويترية» الجديدة الماكسية أن تمسك جيدًا بالفاسدين والمغردين المحتالين الذين يمارسون «الابتزاز» من عشاق وعاشقات تويترفهم مثل خفافيش الأنفاق والمجاري والكهوف الآسنة. يصطادون ضحاياهم من خلال حساباتهم الوهمية ومن خلال قدراتهم السحرية باعتراف البعض منهم خلال القبض عليهم بعد مراقبتهم ومتابعتهم من قبل الجهات الرقابية والبوليسية في العديد من الدول. لقد شاهدت لقاء مع واحدة من دولة (... ) كيف كانت تصطاد زبائنها التويتريين بأساليب خبيثة بل إنها تستخدم السحر المبين ولا تتردد من تركيب لقطات قذرة. من هنا ومع إدارة تويتر «الماسكية» تقع عليها المراقبة التامة والدقيقة لكشف الآلاف من المحتالين من كلا الجنسين، وذلك بهدف الحد من ظاهرة «الهكر» والخبثاء من الذين يصطادون في المياه الآسنة والعكرة.. حسابات وهمية بالآلاف لأهدف الإثارة الفساد والكراهية والانحياز لإبليس بهدف تشويه سمعة البعض من الدول وقياداتها الحكيمة.. على تويتر الآن مسئولية عظيمة لتنظيف موقعه العالمي من ذباب تويتر الخبثاء الذين يعملون وينامون في الظلام الدامس مثل الصراصير.. وماذا بعد؟ متى نجد « تويتر سعودي «نطبق عليه مقولة: دهننا في هريستنا.. متى وتطورنا التقني بات يشار إليه بالبنان في كل مكان.