عشق بن محمد بن سعيدان
مرت الجمهورية اللبنانية بالكثير من الأزمات القاسية والمنعطفات الخطيرة، ولكن من يراقب المشهد اللبناني ويتمعن في مسيرة الرئيس عون السياسية والتي بدأت من قصر بعبدا وانتهت أيضاً من قصر بعبدا الذي سيتركه عون في فراغ رئاسي مخلفاً وراءه بلداً في حالة انهيار مالي وإداري ومؤسساتي.
ست سنوات مليئة بالفشل والخيبات على الشعب اللبناني، حصلت خلالها العديد من المشاكل الأمنية، السياسية، والاقتصادية، وحلّت البلاد أكبر أزمة اقتصادية عبر تاريخها، لم تعرف مثلها حتى خلال سنوات الحرب الأهلية ( 1975- 1990).
وأهم وأكبر المشاكل الأمنية انفجار مرفأ العاصمة بيروت والذي يعد أحد أكبر الانفجارات في العالم، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين بجروح، فضلاً عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية. والذي وإلى اليوم، لم يصل التحقيق في القضية إلى أي نتيجة.
أما عن المشاكل الاقتصادية في عهده فحدث ولا حرج فالبلاد تمر بأكبر أزمة اقتصادية في تاريخها ناهيك عن تبخر أموال المودعين في المصارف اللبنانية في حادثة نادراً ما تحصل في تاريخ الدول المعاصر، وأيضاً حتى هذه اللحظة لم يسفر التحقق عن الأسباب أو مآلاتها وأين ذهبت تلك الأموال؟
وكان الفشل السياسي والدبلوماسي هو أبرز ما حدث في عهد (عون)، فالوجه العربي للبنان أصبح باهتاً بعد تمكن عون مع حليفه «حزب الله» من قطع كثير من صلات المودة مع الدول العربية وإلحاق لبنان بالمحور الإيراني.
نتساءل هل انتهاء عهد (عون) هو انتهاء للدور الإيراني في لبنان؟ ففي السنوات الست الماضية لا هم لعون غير هدم الطائف والدستور ووثيقة الوفاق الوطني. وإن نظرنا للأسباب من وراء ذلك: لا نجد سبباً ولا هدفاً فقط كراهية العيش المشترك، فبعد كل هذه الأحداث المدمرة للجمهورية اللبنانية في العهد (الفاشل) نرى أن سنوات عون الست هي عهد (اللاقانون واللادستور).
نتساءل: هل سيحاسب الشعب اللبناني هذا العهد ورموزه؟
أم ستذهب دماء الشهداء في مرفأ بيروت ودمار المرفأ بدون محاسبة؟
وهل سيحاسبون على تبخر أموال المواطنين في المصارف في حادثة مضحكة مبكية؟
هل سيحاسب الشعب اللبناني الذي ذاق مرارة العيش هذه الحكومة ورموزها التي جعلت من لبنان في فترة من الفترات كومة من النفايات؟
هل سيحاسب الشعب اللبناني عون وأعوانه على التطبيع والتفريط فيما يعرف بترسيم الحدود؟
هل سيحاسب الشعب اللبناني عون وأعوانه في ضياع سيادة الجمهورية اللبنانية؟
لم يَفِ عون بوعد قطعه للشعب اللبناني إلا بوعده لهم بإرسالهم (للجحيم).
من المؤكد أن لبنان لن يشهد أسوأ من هذا العهد، فلا شيء أسوأ من (جحيم عون).