د. فاطمة سحاب الرشيدي
بين مثقف ومتثيقف، وعالم ومتعيلم، وصاحب فن في مجاله ودخيل؛ تكاد الكفة أن تميل لمن؟
في أغلب الوقت يتصدر الدخلاء وينتشرون سواءً من الجهلة أو من مركبي الجهل أو المتعلمين, فوسائل التواصل الاجتماعي تخدمهم بشدة في ذلك الانتشار وانتقال عدوى ثقافتهم سريعة جداً، وليس ثمة خطر أشد فتكاً من تصدر جاهل يحمل علماً حيث تحط رحال الثقة في ساحته وينهل من علمه لينشر في أصقاع الأرض.
والمصل المضاد لهم موجود ولله الحمد وأهل العلم الثقات في شتى المجالات موجودون وتدعمهم الدولة حفظها الله ككيان رسمي وكوعي مجتمعي، ولكن دورنا يبقى قوياً ومهماً وأساسياً في التصدي لهم ومواجهة وبائهم بعقار الشفاء، كل في مجاله مهما صغرت دائرته وفي حيز مسؤوليته مهما ضاقت فالكل مهم ولولا القطر ماكان المطر,
النقد على كرسي هزاز في ذات المحل لا ينفع .. التنظير دون المبادرة في السير نحو التغيير هراء ونقش على الماء.
ثقافة المجتمع يجب أن تعلو وتسمو من أصغر طفل فيه حتى أكبر كهل.
كل مقومات النجاح متوفرة فقط تحتاج ضغط زر البدء.
فابدأ بتنفيض وتنظيف شامل للفكر والاهتمامات والميول وأهمها ومحور ارتكازها( ماذا تقرأ؟ ولمن؟) وبالتوازي معها ( ماذا تشاهد؟ ولمن؟ ) فمن هذين الممرين تمهد الطرق للوصول لتركيبة الفكر وتغييرها وإعادة تشكيلها.
فاعمل عليهما لك ولمن لك تأثير مباشر وغير مباشر عليهم.
وتذكر بأننا نحمل أمانة عظيمة والمسؤولية أعظم.
** **
- أستاذ علم النفس التربوي