في حي الشهداء التاريخي بالرس ترقب العين مئات البيوت الطينية القديمة التي كانت تعج بالأهالي قبل خمسة عقود.. واليوم أهمل العديد منها وتآكلت بعوامل التعرية.. وما تنبض به الحياة وقاوم السقوط فقد تحول إلى سكن للعمالة الوافدة وعيونهم ترقب السماء مع الأمطار الغزيرة حتى تمر كل ليلة بسلام.
محمد العبيشي في القطاع العسكري بالمنطقة الشرقية أحيل للتقاعد وشاقه الحنين لمسقط رأسه وقف على بيتهم القديم (بالزاهرية) وطاف به الحنين إلى ذكرياته الجميلة وراوده التفكيركيف يحافظ على هذا المنزل ليبقى رمزاً تاريخياً لعائلته، فقام بالتعاقد مع عمالة متخصصة لترميمه على مخططه القديم قدر الاستطاعة، وحوله إلى متحف مصغر لما كان يستخدم بالمنزل سابقاً وأتاح الفرصة لزيارته بعد تنسيق مسبق. ولم يكتف بذلك بل جعل في مقدمته ديوانية استقبال (خيمة تراثية) على الشارع مباشرة فيها ضيافة بسيطة.. وكأنه يقول أهلاً بالجميع قلوبنا مفتوحة لكم قبل بيوتنا.. هناك تسنشق عبق الماضي وتاريخ الحارة ورجالها الفضلاء- رحم الله- من توفي منهم ومتع الباقين بالصحة والعافية.