مبتدأ:
قالت عائشةُ: فرأيتُ أبا بكرٍ يَبكي، وما كُنتُ أحْسَبُ أنَّ أحداً يَبكِي مِنَ (الفَرَح).
الفرح.. البهجة.. السرور.. الأنس..
اللحظات الجميلة.. في جمال ملاحظاتها!
أيام الأنس.. هي ذكرى لا تنسى..
هي خاطرة تصلح لكل بيت عاش هذه
الأيام السعيدة..
لكل فتاة تدرك المعاني، وترسم الأماني..
لكل شاب يرتقب هذا اليوم السعيد..
أسمى المشاعر، وأنبل الشعائر هي التي
حدثنا عنها القرآن الكريم..
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)
مودة ورحمة،صفتان رائعتان جميلتان..
إنْ غاب الحب، فلتشرق الرحمة!
فإن ضعفت الرحمة، فالحب خير من يقويها.!
الأصيل لاينسى المعروف أبداً..
الخلاف قد يقع، فلا يقع الحب!
(وهل كل البيوت بُنيت على الحب!)
كما روي عن الفاروق عمر بن الخطاب
-رضي الله عنه- ثم أشار له بمعنى
عزيز.. فأين الرعاية وأين التذمم؟، وكان يقصد
بالرعاية التراحم والتذمم التصبُّر.
ابنتي العزيزة.. روابي بنت عيد الغشّام
التي مرت عليّ مناسبة زواجها،كما مرت على الكثيرين من والديها وأهل بيتها وأقاربها وصويحباتها
ورفيقاتها ومعلماتها، مرت فوق رؤوسنا مثل طائر
جميل يغرد، والجميع يبصره ومشدود يتأمل.
روابي.. (ضوءٌ) لا يشترى..
ابنة أختي الغالية نورة بنت حمّاد الضويحي
التي أدّبت هذه الصغيرة،فأحسنت تربيتها
سعت في كل شيء من أسباب الدين والدنيا
بعد معونة الله أولاً وأخيراً حتى غدت فتاة الأدب والذوق والحسن والتفوق..
سر النجاح هذا، ثم النظر في أسبابه الأخرى
هو المهم للمربين.. كما أن صلاح الوالدين
- لا نزكيهم على الله- هو نجاح الدنيا وفلاح الآخرة..
تخرجت الطموحة في كلية التربية، وظفرت بالشهادة
الجامعية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
بارك الله.
والآن خالكِ فهد له شرف كتابة هذه
الشهادة الفرائحية..
نورة.. صغيرتكِ لقد كبرتْ!
روابي الصغيرة.. تلك أيامٍ مضت.
نورة: كبرتْ صغيرتكْ.!
ضوء الجميلة اتسع.!
(نورهُ) أيقظ (نورة)..!
أعلم هذا جيداً..
لابأس على دموعك أيتها الأم!
دموع فرح..
هل تحسستِ سريرها ؟! ذهبتِ إلى غرفتها!
أليس كذلك؟!
ضممتِ.. لحافها.. سجادتها.. عباءتها..عطرها الذي كانت تحب رائحته! غير أنّ رائحة أمها الأجمل مازالت تفوح في قلبها وعقلها وينتقل
معها كلما نقلت حقيبتها!
نورة.. أيتها الأم الفاضلة العزيزة
اطلتِ النظر في غرفتها.. سحبتِ هواء
من صدرك.. ثم انسحبتِ من الموقف!
دموع عينيك.. تحاصرك الآن..
لست وحدكِ..
أنا فعلت ذلك حين كلمتُها يوم فرحها.. اغرورقت عيني.! حبستها سريعاً! اختصرت التهنئة أيضاً.!
وفي صدري أشعار من الحب،وأنهار من كلمات
لكن الجبل انهار مثلكِ يانورة.! انهار.. انهار..
يوم الجمعة 30/12/1443 الفرح!
ما كُنتُ أحْسَبُ أنَّ أحداً يَبكِي مِنَ (الفَرَح).
نورة.. أيتها الأم الفاضلة العزيزة..
ابنتكِ روابي..
ذهبتْ تكمل حلمها.. كما ذهبتِ أنتِ ومثيلاتك
ذات يوم..ترفرف كحمامة، ثم ترجع بصغارها..
الحياة هكذا.. ترسم مستقبلاً جميلاً..
إن شاء الله لها وذريتها في الدارين جميعاً..
رحلتْ.. عن ناظريك فقط..
لكن أنتِ في قلبها! -قبل ذلك وبعده-
هي في حفظ الله،في رعايته،في عينه التي
لاتنام.
حاضرة في سجدات صلواتك..
في دعواتك المباركات في الساعات
الفاضلات.. والليالي الشريفات..
هي وزوجها إن شاء الله حاضرين عند أوامر
الله كما يحب ويرضى.. وحين يفعلون هذا
يرضيهم كما يحبون!