د.عبدالعزيز بن سعود العمر
برز اليوم في تعليمنا توجه يؤكد أهمية أن تكون قيادات التعليم مؤهلة ومتمكنة في توجيه وتوظيف التعليم لخدمة الاقتصاد والاستثمار، وهو توجه تعليمي عالمي يغير اليوم وجه التعليم. فالتعليم لم يعد اليوم مجرد خدمة تقدمها الدولة لمواطنيها، كما تقدم الخدمات الصحية وخدمات الطرق. فالحديث التعليمي اليوم لم يعد حول إثارة حماس منسوبي التعليم بمقولات مثل: (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة) أو (أعطني معلماً متميزاً ولو تحت ظل شجرة)، ومع كل الاحترام والتقدير للمضمون السامي لتلك المقولات ولإصحابها الكرام، إلا أن الحديث يدور اليوم حول مفاهيم اقتصادية مثل زيادة سنوات التعليم بهدف تحسين الحالة الاقتصادية الاجتماعية للفرد، ورفع الناتج المحلي الوطني، كما تضمن التوجه الاقتصادي للتعليم إدخال برامج ومسارات تخصصية في المرحلة الثانوية بقصد تمهير مخرجات التعليم العام وإعدادهم ليساهموا في نمو سوق العمل المحلي والعالمي. ولعل أبرز التوجهات الاقتصادية للتعليم تمثل في ظهور توجه عالمي جديد في المناهج، وهو التوجه المعروف بـ: ستم (STEM)، هذا التوجه التعليمي الذي سوف يخلق فرص عمل جديدة، وسوف يلبي مستقبلاً مستجدات فرص سوق العمل في القرن 21.
من جهة أخرى، يتميز الاقتصاد المعرفي الجديد بأنه يقوم على المعرفة العلمية (إنتاج جوال مثلاً يقوم على معرفة ونظريات علمية)، لذا كان لا بد لمناهج التعليم أن تقدم للطلاب المعرفة والمهارات التي تستجيب لحاجات الاقتصاد المعرفي الجديد، وتسمى حزمة هذه المهارات بمهارات التعلم في القرن الحادي والعشرين، وهذه المهارات متضمنة في المجالات التالية: الإبداع، مهارات التعاون، مهارات الاتصال، مهارات التفكير الناقد.