الرباط - عزيز العرباوي:
نظمت رابطة كاتبات المغرب فرع المحمدية لقاء ثقافيًا تحت عنوان «قهوة وكتاب» مع الكاتبة القاصة المغربية رجاء بسبوسي من أجل تقديم مجموعتها القصصية الجديدة «حلم امرأة مضحك»، يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2022، ساهمت فيه كاتبات ومبدعات من حيث التسيير والقراءة، الأستاذة نجوى مصلية، والأستاذة حفيظة العناوي، والأستاذة سومية سعود (مسيرة اللقاء)، والأستاذة أمينة سبيل، كما عرف اللقاء حضور جمهور نوعي من المبدعات من داخل مدينة المحمدية ومن خارجها.
بعد الكلمة الترحيبية التي ألقتها عضو المكتب التنفيذي للرابطة الأم الأستاذة أمينة سبيل التي رحبت فيها بالحضور وبالكاتبة المحتفى بها، تحدثت عن مبادرات متعددة للرابطة وخاصة المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا الذي سيتم تنظيمه يوم 9 مارس 2023، وعن مشاريع الرابطة المستقبلية وعن نجاحها في استقطاب الكاتبات والمبدعات على مستوى المغرب وخارجه.
تميزت مداخلة الأستاذة الكاتبة نجوى مصلية رئيسة فرع المحمدية في الرابطة، والتي توقفت فيها على أهم ما جاء في المجموعة القصصية، حيث تطرقت إلى نصوصها بشكل مسهب تحليلي، مؤكدة على أن القارئ للمجموعة سيستشف أنها نصوص ذات حمولات قيمية ووجودية واجتماعية؛ وأن ما يشد القارئ فيها هو العنوان باعتباره نصًا موازيًا. فالعنوان «حلم امرأة مضحك» والذي هو في الوقت عنوان أحد نصوص المجموعة، فيه تناص مع رواية «حلم رجل مضحك» للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي. فالدلالة مختلفة، تقول الأستاذة نجوى، فالمضحك في عنوان دوستويفسكي هو الرجل، لكن في المجموعة هو الحلم بحد ذاته، وجنس الحالم في العنوانين مختلف (رجل في مقابل امرأة). إن ما ميز المداخلة المذكورة هو وقوفها على جميع نصوص المجموعة كل نص على حدة بالتحليل والقراءة وسبر أغواره وأسراره الدلالية؛ إضافة إلى أهم الأفكار التي استحضرتها الكاتبة وقدمتها لقارئها؛ حيث أكدت المتدخلة في نهاية قراءتها أن رجاء بسبوسي كانت وفية لقضايا تهم المرأة سواء من خلال ما تم التطرق إليه من نصوص أم من خلال قصص تلامس جانبها الوجداني.
تساءلت الأستاذة الشاعرة حفيظة العناوي نائبة رئيسة فرع المحمدية في الرابطة، عما يتعلق بالقاطع أم اللعبة السردية واللغوية في المجموعة المحتفى بها غاية في إثارة وإيقاظ شغف البحث عما يجمع بين المجموعة القصصية وبين أقصوصة الروائي دوستويفسكي؛ فعلاقة استبدال حلم رجل بحلم امرأة تدفع القارئ إلى طرح السؤال: هل يتعلق الأمر بنرجسية نسائية تحاول محو الرجل لتتربع على عرش السرد وبالتالي لتغوص في حلمها الخاص، بل تساءلت عن سبب اختيار الكاتبة إسناد صفة المضحك للحلم وليس للرجل كما هو الشأن عند دوستويفسكي. فقراءة المجموعة، حسب الأستاذة حفيظة، تجعل القارئ(ة) يتحلق حول جميع نصوصها بشكل قوي ومثير، يدفعه إلى الوقوف على أفكار ومواقف الكاتبة من العديد من القضايا الاجتماعية وأهمها قضية المرأة بشكل خاص.
في رد الكاتبة رجاء بسبوسي على المداخلتين السابقتين، تحدثت عن تجربتها في الكتابة الأدبية، وفي القصة القصيرة وردود أفعال أصدقائها وزملائها في العمل والحياة؛ خاصة عند تحولها من كتابة الشعر إلى القصة، وكأنها اقترفت جرمًا أو ذنبًا. وبخصوص كتابة نصوص المجموعة فقد كانت على فترات متباعدة حاولت فيها أن تعبر عن هواجسها تجاه قضايا معاصرة قد تبدو في ظاهرها أنها تخص المرأة ولكنها في العمق تعكس قضايا الإنسان في بعده الكوني.
أثناء المناقشة تنوعت المداخلات حول مواقف المرأة المغربية المثقفة من قضيتها الأساسية المتعلقة بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى استحضار المواقف والأفكار التي عالجتها نصوص المجموعة في تحديد القضايا المطروحة في الواقع المغربي والعربي عمومًا والتي تؤرق فئات متعددة فيهما على المستوى الوعي والسلوك والفهم.