عبارتان نضحك بها على أنفسنا بقول: الطريق المظلم! والواقع يخبرنا أنّا نحن من نضع أقدامنا على هذا الطريق وبنيّاتنا نصفه!
الطريق مظلم إذا نحن من نصنع « نورا» بإرادتنا بعزمنا لا نضع الظلام شمّاعة لأخطائنا على الطريق!
الطريق هو نافذتنا لنبصر الأشياء بعدسة مكبّرة لا من وراء حجاب... الطريق هو الطريق ولكن من يمشي عليه يختلف باختلاف شخصياتنا، إذا الطريق به نور ينبع من دواخلنا بنظرتنا للحياة فألمنا،غضبنا، فرحنا.. ينعكس على هذا الطريق!
الطريق مشمس لأن هناك ما يستحق أن نعيش من أجله
دعوا كل ما يحزنكم خلف ظهوركم، ونصب أعينكم مخافة الله..
ونمضي على الطريق بثقة واتزان وفرح وسرور قادم..
فما الذي يجعلنا ننتقل من حالة الظلام في التفكير إلى نور الحقيقة، متى ؟ سؤال أظنه مهم والإجابة عليه أهم!
حسنا:
في حالاتنا الاجتماعية قد نخلق الظلام لأنفسنا ونحن مبصرين النور! بينما هناك من بداخله ظلام وعند مخالطة البشر تشعّ روحه نورا، هنا ربما منطقيا ما أكتب إلا في حالة الشعراء والأدباء والفلاسفة الأمر مختلف تماما فظلام العشق نور القلب تخيّلوا ؟! فالنقرأ بعض أبيات لإبراهيم ناجي وانظروا ماذا يقول عن الظلام: أليلاي ما أبقى الهوى فيّ من رشدِ فردي على المشتاقِ مهجتَه ردِّي أينسى تلاقينا وأنت حزينةٌ ورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهدِ
إلى أن يقول:
فيا لك عندي من ظلامٍ محبَّبٍ تألق فيه الفرقُ كالزمن الرغْد ألا كُلُّ حسْنٍ في البرية خادمٌ لسلطانة العينين والجِيدِ والقدِّ
هنا ما يميّز هؤلاء المبدعين بأن يشعلوا في النص أماني العشق والهيام فالظلام رغم قسوته هو نور المحب وإن كان ظلاما، لله درّ الشعراء في هذه النظرة التفاؤلية!
سطر وفاصلة
حبيبتي ظلامة عندي حقيقة
وعطر حبك في قلبي تنويرُ
كيف السبيل إلى وصالك دلني
ومدار عشقك فيّ تسويرُ
ليتني ذاك الظلام في شفاتك
وليتنا إلى سمائنا الثامنة نطير
** **
- علي الزهراني (السعلي)