زكية إبراهيم الحجي
شعبٌ محتقنٌ غاضبٌ.. نظامٌ يصم أذنيه منذ عقود عن مطالب شعبه.. يبلغ الاحتقان أوجه من استبداد النظام ومراوغته وتعنته في تحقيق مطالب شعبه.. يتمخض غضب الشعب عن احتجاجات واسعة تجوب الشوارع معبراً عن غضبه ورفضه لنظام يطال كالمنجل مختلف شرائح المجتمع وعلى وجه الخصوص الشباب والنساء.. إنه النظام الإيراني نظام (خامنئي) الذي أجحف بحق شعبه وحق الإنسانية منذ عقود حتى شعوب المنطقة العربية لم تسلم من عدائه من خلال استغلال أتباعه وعناصره الإرهابية المنتشرة في لبنان والعراق واليمن فنظام سياسته قائم على أيديولوجية الكراهية والعدوانية وعقيدة تصدير الثورة المزعزعة للاستقرار.
احتجاجات الشعب الإيراني المناهضة لنظامه القمعي ليست بجديدة.. ففي عام 2019 اندلعت احتجاجات واسعة النطاق بعد قرار النظام الإيراني رفع أسعار البنزين فتصدى لها النظام القمعي بوحشية حيث قتلت قوات الشرطة آلافاً من المحتجين ناهيك عن مئات المعتقلين لكن الشعب الإيراني يُثبت في كل مرة بأنه قادرٌ على التحدي والصمود أمام نظام قمعي أجرم بحق شعب يريد أن يعيش حياة كريمة آمنة ومستقرة لذا نجد التحركات الاحتجاجية أصبحت ظاهرة في المشهد الإيراني تعكس واقعاً مظلماً في ظل نظام ديكتاتوري يتمادى في ظلمه وممارساته الإجرامية ولا يستثني أية شريحة من شرائح مجتمعه, فهل تهز احتجاجات الشعب الإيراني مهما طالت نظاماً يعاني شيخوخة وفي ذات الوقت يمارس القمع والتعسف والقتل ضد شعبه؟.. وهل ستكون الاحتجاجات نقطة تحول في حياة شعب عانى على مدى أربعة عقود؟..
في 18-9-2022 كان مقتل الشابة الإيرانية (مهسا أميني)الشرارة التي تسببت في اندلاع موجة احتجاجات شبابية واسعة ومختلفة تماماً عن سابقاتها من الاحتجاجات وامتد السخط والغضب الشعبي في جميع المدن الإيرانية وبهتافات جريئة ضد المرشد خامنئي ورموز نظامه وتعددت الفئات المشاركة.. كما تعددت نوعية مشاركة وتحرك المحتجين وكان التحدي والصمود ديدنهم.. احتجاجات واسعة مستمرة لعب العامل الاقتصادي والمعيشي دوراً مهماً في سرعة الاحتقان الشعبي واشتعاله مع أي محرك مما عكس تنامي غضب وسخط الشعب الإيراني.
الواقع الإيراني المثقل بالأزمات الداخلية والعداءات الخارجية للمنطقة العربية هل يُشير بأن بداية النهاية لهذا النظام القمعي المستبد قد تكون وشيكة إن استمر الشعب الإيراني في التحدي والصمود أمامه؟.. وهل تكون نهاية رأس هذا النظام الإجرامي القاتل كنهاية زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا التي نُسِبت إليها المقولة الشهيرة (إذا لم يكن هناك خبز للفقراء دعهم يأكلون كعكاً؟ فكان مصيرها الاغتيال على يد الشعب الفقير الجائع.. الأيام كفيلة بكشف ما سيحدث.